أحمد عبدالرحمن العرفج

[align=center]
قال أرسطو: «الأشكال لاحقة بأشكالها، كما الأضداد مُباينة لأضدادها».
وقال المُتنبِّي:
وشبه الشّيء مُنجذبٌ إِليه
وأشبهنا بدُنيانا الطّغامُ
وقال أرسطو: «الفرق بين الحِلْم والعجز، أنَّ الحِلْم لا يكون إلَّا عن قُدرة، والعجز لا يكون إلَّا عن ضعف، فليس للعاجز أن يَتسمَّى باسم الحليم».
وقال المُتنبِّي:
كُلّ حِلْم أتَى بغير اقتدَارٍ
حِجَّةٌ لاجئ إليها اللئامُ!
وقال أرسطو: «على قَدْر بصيرة العَقل، يرى الإنسان الأشياء، فالسَّالم العقل يرى الأشياء على قَدْر حقائقها، والنَّفس اللئيمة ترى الأشياء بطبعها».
وقال المُتنبِّي:
ومَنْ يَك ذَا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ
يَجد مُرًّا به المَاء الزّلالا!
وقال أرسطو: «على قدر الهمم تكون الهموم».
وقال المُتنبِّي:
أَفَاضِلُ النَّاسِ أَغْرَاضٌ لِذَا الزَّمنِ
يَخلو مِن الهَمِ أَخْلاهم مِن الفِطنِ!
وقال أرسطو: «النفس الذليلة لا تجد ألم الهوان، والنفس العزيزة يؤثر فيها يسير الكلام».
وقال المُتنبِّي:
مَنْ يَهُنْ يَسْهلُ الهَوَانُ عليهِ
مَا لِجَرْحٍ، بميتٍ إيلامُ !!
وقال أرسطو: «الزيادة في الحد نقص في المحدود».
وقال المُتنبِّي:
مَتَى مَا ازددتَ من بعدِ التَّنَاهِيْ
فَقَد وَقَع انتِقَاصِيْ فِي ازدِياديْ!
وقال أرسطو: «كره ما لابد من كونه عجز في صحة العقل».
وقال المُتنبِّي:
نَحنُ بَنُو المَوتَى.. فَمَا بَالنَا
نعافُ.. ما لا بدَ مِنْ شربِهِ!
هذا الرَّصد أبرز ما أحصاه «المُغرضون».. محاولين الإغضاض من شأن «الضخم»، والإقلال من ضوئه.. أسوقها هُنا مُتسائلاً: ماذا بقي للمُتنبِّي إذا قُلنا أنَّه أخذ هذا من قول هذا، وذَاك من قول ذاك؟!.
أين عقل الرجل؟.. أين صياغته؟.. بل أين جهده؟!.
الحِكَم والأمثَال تدور دوران الشمس فوق البسيطة، مَطروحة على الطَّريق يأخذها «الحَاذِق» فتكون على يديه كلذّة الماء عند الظَّامئين.. ويأخذها «الفَاشِل» فتعود على يديه «كالعرجون القديم»!!
عندما يصدر مثل هذه الإصدارات، تتَّضح الأسقام.. ويظهر الذي في قلبه مرض!! فالمُتنبِّي لو سلَّمنا «جدلاً» بأنَّه تَأثَّر بأرسطو.. ألا يُحمد له جودة السّبك، وحُسن الاستغلال، وشموليّة الرّؤية؟!.
وفي النَّهاية تَبقى المعاني مثل النَّار والمَاء والعُشب.. النَّاس شركاء فيها.. ومَن أخذها، ولم يُحسن توظيفها سُلبت منه، وأُعطيت الجدير بها.. ومن أحق بعُشبِ المعاني مِنَ المُتنبِّي؟!.


إلى لقااااااء
[/align]