في هذه الأيام يتوافد أطفالنا – بكثرة - على الأماكن التي بها الملاهي؛ لكونهم يتمتعون بفرحة عيد الاضحى المبارك وربما سببت هذه الملاهي أضرارا على الأطفال قد تصل إلى فقدان حياتهم. وكم طالعتنا الصحف بأخبار محزنة كان السبب فيها هذه الملاهي التي لم تراع فيها اشتراطات السلامة. وآخر ما سمعنا من هذه الأخبار المحزنة احتجاز آلات الملاهي لبعض الأطفال لمدة ثلاث ساعات معلقين في الهواء، فتصور عزيزي القارئ حالة الذعر الذي أحدثته هذه الآلات في النفوس البريئة، التي ربما سبب لها في المستقبل "فوبيا" من الصعب علاجها.
ولو تتبعنا حالة هذه الآلات المجهزة في كرنيش ينبع البحر وملاهي الحكير ينبع، لوجـدنا أن معظمـها قديمة، وربمـا لا تجد لها نظـيرا في أي بلد في العالم، فهي متهالكـة.
كذلك نجد غيابا واضحا للجهات المعنية بوضع المواصفات الصناعية واشتراطات السلامة لهذه الآلات. كذلك نلاحظ أن الأرضيات التي تنشأ بها هذه الملاهي لا تراعى فيها الأساليب الهندسية والأثاث المخصص كما هو متبع في المدن الترفيهية العالمية، والتي تحد من الأضرار في حالة سقوط الأطفال لا سمح الله، وربما وجدت في بعض الملاهي لدينا أرضيات مصبوبة بالحديد والأسمنت, التي لو سقطت عليها صخرة لتناثرت من صلابة أرضيتها, فما بالك لو سقط عليها إنسان بشحمه ولحمه كيف يكون حاله؟ وأيضا تحرص الجهات المالكة لهذه الملاهي على استقطاب العمالة غير المتخصصة في الإشراف عليها.
ومن اللافت للنظر أن كثيرا من الأماكن الترفيهية لا تراعي شروط الأشخاص الذين يستخدمونها، بمعنى أن هناك آلات مخصصة لفئات عمرية محددة، ولكنك تفاجأ عندما تجد طفلا لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات يستقل لعبة للكبار، وربما سببت له الضرر، وقد تجد بعض الآلات لا تناسب من يعاني من أمراض كالصرع أو أمراض القلب أو نحوها. ولكن الجشع المادي عند بعض من يديرون هذه الملاهي يجعلهم لا يفصحون عن الشروط الصحيحة لاستخدام هذه الآلات.
وفي الجانب الآخر نلحظ الجهل المطبق عند بعض الجهات التي تقيم هذه الملاهي في كورنبش ينبع وملاهي الحكير ينبع يكون هدفها الربح المادي، بل بغرض وضع بعض هذه الأجهزة المتآكلة، . وإني أطمح أن يكون هذا المقال بداية خير في فتح "ملف الملاهي والمدن الترفيهية في ينبع البحر ونبش الأخطاء والتجاوزات التي راح ضحيتها كثير من الأطفال الأبرياء, وذلك بقصد عدم تكرارها مستقبلا. وكلنا أمل في هيئة السياحة والآثار والغرف التجارية في المناطق؛ لكونها الجهات المنظمة لهذا النوع من الاستثمار. كذلك لا نغفل دور الجهات المختصة بالأمن والسلامة والصحة في متابعة تطبيق الشروط التي تحمي الأطفال من استخدام هذه الملاهي. ولا شك أن تطبيق منهج الجودة الشاملة على من يريد أن يستثمر في المدن الترفيهية كفيل بتطويرها وتوفير الحماية لأطفالنا والله خير حافظا.
نرجو منكم ابداء الرأي والمناقشة حول هذا الموضوع المهم