هذه الصورة عادت بي إلى التعامل النقي الذي كان عليه أجدادنا في الماضي وما كنا نسمعه عنهم من حكايات كنا نعدها من ضروب الخيال


فلكم سمعنا بأن الزبون كان يأتي ليشتري سلعة من صاحب دكان فيقول له : اذهب إلى جاري واشتر منه فهو لم يستفتح بعد .. ومعنى العبارة أنه سبق أن باع في هذا اليوم أما جاره فإنه لم يبع شيئا بعد وهو أولى بأن يشتري منه وهذا التقليد كان هو السائد بين جميع التجار لا يبيعون لأحد مرة أخرى إلا بعد أن يتأكدوا بأن جميع أصحاب الدكاكين قد باعوا في هذا اليوم


من لم يصدق هذه الحكاية فليرجع إلى الصورة التي أعادها لنا افتتاح سوق الليل وفتح لنا كوة نطل منها على الماضي السعيد
انظروا إلى اصحاب الدكاكين وكأنهم أسرة واحدة كل منهم قد جلس على دكة دكانه وأخذ يتبادل الحديث مع جيرانه وكل كلمة تقال يسمعها الجميع
فهم ليسوا في سوق بالمفهوم الذي نعرفه ولكنهم في جلسة تواصل وتآلف وكل منهم يؤثر غيره على نفسه !


الله .. ما أجمل تلك الأيام وما أشد ما تغيرت هذه التعاملات