لست في حاجة لأن أقول بأنني لا أعرف هذا الرجل ولا أعرف من أي أسرة أو قبيلة هو ولا حتى اسمه .ولم يسبق لي أن حادثته .. ولكني يشهد الله أتوق لأن أطبع قبلة على رأسه لما لمسته من إخلاصه في عمله وتفانيه في إنجازه هو يعمل حارسا في مدرسة بنات ابتدائية ولكن ما يقوم به من عمل يفوق ما يقوم به أمثاله من الحراس

أراه يوميا بحكم إيصالي لإبنتي للمدرسة كل صباح مشمرا عن ساعديه ينظم حركة السيارات ويفتح أبوابها لنزول الطالبات الصغيرات ثم يغلقها وأظن أن في المدرسة من ذوات الاحتياجات الخاصة فأراه أحيانا يحمل إحداهن كما يحمل المشفق إبنته ويضعها في سيارتها ثم يعود لأخرى ..
إن إتقانه لعمله يدعو إلى الإعجاب .فهنيئا للمدرسة التي يعمل بها ... ولو كان لي من الأمر شئ لكرمت هذا الرجل التكريم الذي يستحقه

ولا شك أن هناك الكثير من أمثال هذا الرجل في الكثير من الدوائر
وواجبنا أن نشير إليهم وأن نقدر جهودهم

من أراد التأكد من صحة كلامي ومعرفة ما يقوم به هذا الرجل فليمر في أحد الصباحات من أمام الابتدائية الثامنة عشرة في البندر وليشاهد ما يقوم به حارسها من أعمال ..أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "