د. عبد العزيز بن سعود العمر





إليك هذه القصة: استدعى أحد مديري المدارس ثلاثة من معلمي مدرسته، وقال لهم: في هذا العام سوف نقبل في مدرستنا تسعين طالباً موهوباً ممن يتمتعون بذكاء مرتفع، ونظراً لأنكم أفضل ثلاثة معلمين في مدرستنا فقد وقع اختيارنا عليكم لتقوموا بتدريس هؤلاء الطلاب. شعر المعلمون الثلاثة بالزهو والفخر، وشرعوا في تدريس الطلاب الجدد الذين أسند إليهم تدريسهم. وفي نهاية العام الدراسي حقق طلابهم تحصيلاً دراسياً يتجاوز نظرائهم بنسبة 30%. نادى مدير المدرسة الأساتذة الثلاثة من جديد، وقال لهم: لا بد أن أعترف لكم بأن طلابكم التسعين لم يكونوا موهوبين، إنهم لا يختلفون عن بقية طلاب المدرسة العاديين. قال الأساتذة عندئذ: هذا يعني أننا معلمون متميزون. عاد المدير ليقول لهم: أصدقكم القول إنكم لستم أكفأ معلمي مدرستنا، لقد وصلنا إلى أسمائكم عن طريق سحب القرعة بين معلمي المدرسة.

في الحقيقة أن الذي جعل هؤلاء الطلاب يحققون مستويات تحصيلية أفضل من غيرهم هو توقعات معلميهم عنهم. لو أنك سألت أحد المعلمين بعد مضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من بدء الدراسة عن توقعاته لدرجات طلابه في نهاية الفصل، ثم نظرت في نتائج طلابه في نهاية الفصل لوجدت درجاتهم مطابقة لتوقعات المعلم، إنه أمر محزن.