بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة

لك ابعث هذه الكلمات لعلها تصل إلى قلبك وترفع هممك , نعلم هموم بعضنا فأنت وحدك من حمل هذه الرسالة ؛ وأنت وحدك من عايش هذه الأمانة فقد قال تعالى

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
فهذه الأمانة تقع على عاتقك وحدك, أعلم وتعلم ويعلم كل معلمٍ منا, مدى الجهد المهدر في سبيل هذه الأصناف من البشر, والذين أودعهم أهلوهم و بين يديك تركوهم , لمعرفتهم من أنت ومدى أمانتك كي يضعوا بين يديك فلذاتِ أكبادهم بلا خوف , بينما لو تأخر حضور ابنه عن البيت لمدة دقائق من وقتِ انصرافه من بينِ يديك ؛ لانشغل فكره وما فتر باله عن السؤال والبحث عن هذه الفلذة التي وضعها بجوارك عددًا من الساعات .
> من همومك أيها الفاضل:الأنشطة التي أرهقت كاهلك جهداً وأرهقت جيبك بذلاً ناهيك عن دروسك فضلاً , وكأنك لم تكن بهمك وطلابك ؛ يأتيك النشاط الذي هو داعٍ للكسل ولكن ابذل برفع الهمم , يأتيك من يجبرك قهراً , فهو من أعمالِ المعلمِ تعميماً وتكليفاً , ما أصعب ما تشعر به ولكن اعمل فسيرى الله عملك
> من همومك أيها الكبير: تنظيم فصلك وترتيبه , واهتمامك بطلابك الذين ينتمون لفصلك فهم كأبناءك, فمسؤولٌ أنت حتى عن مشاكله مع والديه ! لله درك ما أعظم ماتحملهُ على عاتقك .
> من همومك : تنظيم المدرسة والحرص على ممتلكاتها وشكلها ورسمها وقد تدفع المزيد من المال لطلبِ المدير الذي يريدك أن تبني جداراً أو رسمِ ذاك الجدار لكي يمنحك أداءًا يعتمدُ على كمية ذاك المال !
> كلُّ هذا وأنت تعمل بجد ونشاط وتحاول توفير وسائلك بمالك وعسى أن يفهمُ الدرس طلاَّبك , تسعى وتحضر وتصغي وتناضل بجهادك , حتى تجد أن لا مكان لك من الأرض من شدِّةِ ماتجد , فتُبَشَّر بحضورِ مشرفِ المادة العزيز , ودفترهِ العنيد ! فإما شكراً تقاب له وإما ذماً فيهِ تحاوره , فتجد الذم يبلغ الحلقوم ولا يصل لمستوى الإدراك لماذا لم تكتب كلمة موضوع ! ما أعجب أمرك وما أصبر نفسك وما أثبت قواك .
> فاحتسب ذاك الجهد وذاك الإنفاق فإن وجدت سوءًا فاكتف بالإنصات والحسبان لأن الله لا يضيعُ أجر من احسن عملاً , ولا تنسى قربك من طلابك , وسماعك لما يقولهُ أبناءك ولو كان تافهاً فهم محتاجون لمن يسمع لهم فإن لم تنصت فمن ينصت لهم ويحاورهم ؟
> أخيراً : في كلٍ أمرٍ قدح ولكل كمالٍ نقص فاجعل كل ما أهمك في عملِك كفارة لهذا القدح وإكمالٍ لذاك النقص , فلك من القلب شكرًا لعلك تبني بين يديك من يعيدُ أقصانا ومن يفتحُ من العراقِ أركانا ويرفعُ أمجاد أمتنا , فلك من الرحمنِ خالصُ سلام لعلها ترفعُ همتك وتثبت أمرك واستمع لها فضلا لا أمرا, وإن مارست التعليم دهرًا .
>
>
> تقديري بإخلاص أيها القدير ,,