ان الإسلام حث على بناء المساجد وعمارتها، وقد شهد التاريخ الإسلامي اهتماما كبيرا بهذا الجانب منذ عصر النبوة، حيث كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يحث على بناء المساجد وعمارتها وسار على نهجه الصحابة الكرام ومن اقتفى أثرهم من السلف الصالح حتى عهدنا هذا الذي يشهد - ولله الحمد - العناية ببناء المساجد وعمارتها، وأضاف أن دولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - وفقهما الله وأمد في عمرهما - على طاعته ومرضاته ومتعهما بالصحة وموفور العافية تبذل الكثير من الجهد في سبيل العناية بالمساجد وعمارتها، وقد تم تشييد العديد من المساجد في مختلف مدن ومحافظات وقرى المملكة وهذا قليل من كثير مما تقوم به هذه الدولة المباركة.
فضل عظيم لمن بنى المساجد.


أن عمارة المساجد بمعناها العام يشمل العمارة بنوعيها الحسي والمعنوي، من بناء وإنشاء المساجد، وترميمها وتنظيفها، والصلاة فيها ولزومها وعبادة الله فيها، وغير ذلك من مصالحها، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" الآية.
قال: قد أثبت الإيمان في الآية لمن عَمَّر المساجد بالصلاة فيها وتنظيفها وإصلاح ما وهى منها وآمن بالله ، كما أن الله سبحانه وتعالى جعل هناك فضلاً عظيماً لمن بنى المساجد أو شارك فيها، فقال سبحانه وتعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (18) سورة التوبة، ومضى يقول أن هناك أحاديث كثيرة قد وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمارة المساجد وبنائها، فمن ذلك: حديث عثمان - رضي الله عنه - وفيه: إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا, قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: (يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ)، ومنها حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه حيث قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وفي الحديث الآخر عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) فهذه الأحاديث العظيمة تبين أهمية بناء المساجد وعمارتها والأجر العظيم الذي يناله الذي يقوم بهذا العمل المبارك، ويكفي الإنسان أن يكون ممن حظي بهذا الشرف الكبير الذي يزيد منزلته ويرفعها يوم القيامة مصداقا للأحاديث النبوية التي فيها دعوة للتنافس على الخيرات ومنها بناء المساجد وعمارتها، نسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين العون والتوفيق والسير فيما يحبه الله ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.جامع علي بن ابي طالب في امس حاجة الى متبرعين للاستفسار على الخاص او امام المسجد او الموذن