رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( #لله_يامحسنين_عيدُونا_بعد_العيد ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرتُ قبل حوالي العشرون يوماً من هذا الشهر الفضيل في بعض الصحف الإلكترونية والمنتديات وعبر حسابي في الفيس بوك وتويتر مقال تحت عنوان (( #عاملونا_كبشر_لا أكثر )).
بدايةً أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمن هم من اصحاب القرار بالتفاعل مع ما كتبت والتنويه على مدراء العقود والشركات بتسليم رواتب الموظفين في هذا اليوم او بأقصى حد يوم غد الموافق الــ25من هذا الشهر ، فمنهم من أستجاب وتعهد ومنهم من طنش وتعمد لأن الالتزام بحد ذاته إقرار وتعهد وبذلك ضاعت عليه ألألافات من أرباح البنك الموقر.
هذا اليوم الـ 24 من الشهر وهو نهاية دوام الموظفين في جميع الدوائر الحكومية ولم تسلم بعض القطاعات الخاصة رواتب موظفيها سعوديين كانوا أم اجانب فالله أعلم إذ كان بتعمد أم على حسب مزاجية صاحب السعادة الموقر والسؤال يعاود التكرار:
متى نُعامل كبشر؟
ومتى تصل كلمتنا لمن يهمه أمرنا ويعاقبهم بتطبيق أقصى العقوبات وحرمانهم كحرمان بيوت كثيره أخفوا فيها معالم البهجة والسرور.
لم أتعمد بتوجيه أصبع الاتهام على شركة ما بأم عينها أو بمستشفى خاصة تعودوا مراراً وتكراراً على تسليم الرواتب بعد أسابيع وشهور من وقتها و حتى لو كانت منشأه صغيرة لم يتجاوز عدد عمالتها أكثر من خمسة أشخاص فجميع هؤلاء يدرجون ضمن قائمة البشر فعليهم التزامات ما الله بها عليم ، فهنيئاً لهم فلم يجدوا رادع يوقفهم عند حدهم وليس ذلك فحسب بل يعتبرون ممن يضربون فيهم الأمثال ويقال فيهم الشعر النبطي.
ليس لي الحق أنا أو غيري بأن نوجه الموظفين أو المسؤولين والذين يحملون لقب ( الموظف الحكومي ) بواجباته تجاه عمله والأمانة التي أتمنى أن يراعى الله في أدائها من تفتيش وطلب ما يثبت بالالتزام لتلك المنشأة وليت البعض يجرب ذلك بتخفي وبدون أن يكشف عن هويته بأنه موظف لوزارة أو مكتب لـ... في ذلك الوقت تحديداً سيجد الآهات هي من تحكي له والآلام هي من تتكلم.
وعلى الفهيم يفهم ولعلنا نجنب في ذلك العمل تحديداً ( حب الخشوم والمجاملات التي تبنى على أكتف الآخرين ) لأنه تتحكم في أرزاق مسلمين.
أن بعض مدراء الشركات أو مدراء العقود التشغيلية أو بمعنى أصح من أوكلوا باتخاذ القرار أن يتهربوا من دفع الرواتب وارتباط أعمالهم بالسفر خارج البلاد عذراً لتأخر الرواتب على موظفي تلك المنشأة المحترمة وللأسف ما زاد من شجعهم و الاستمرار في ذلك هو عدم اتخاذ القرار الصارم واللازم ضدهم ومحاسبتهم سواء من مكتب العمل أو من أي ضمير يخاف المولى عز وجل يخبره بأنه يوجد من يحاسبه بما صنعت يمناه.
فبعد تجربه ولله الحمد كثيرة بالتعامل بمئات المقالات وخاصة ما تلمس المجتمع من عدم اللامبالاة من بعض المسؤولين أو ما شابه ذلك ، بتعمد بعضهم بعدم الرد تحطيماً لنفسية الكاتب أو المحرر المعد للتقرير الصحفي فلنعذرهم فأنهم لا يعلمون بأن الله سبحانه وتعالى نبع في قلوبنا الصبر وابتلاهم بنا لنكون بالنسبة لهم المصير المحتوم و نيقظ لهم تلك الجفون الناعسة من سُبات نومها العميق فإما أن تستيقظ بإداء العمل بالوجه الذي يرضاه ربنا أو بتركه مشكوراً لمن يفهم في ذلك فأعناق الخلق ليست مضرب تنس في أياديهم.
همسة أُذن:
أهمسها في أذنيك يا من رفعه الله بأن تكون صاحب مال أو مؤمن على عباده فإذا نسيت قول الحبيب صلّ الله عليه وسلم { كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه... الحديث } فتذكره فيما رواه عبدالله بن عمر و أبو هريرة و جابر بن عبدالله رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلّ الله عليه وسلم { أعطوا الأجيرَ أجرَه، قبلَ أن يجِفَّ عرقُهُ }.
فما أنت بها من نعمة ولله الحمد لن تدوم لك كثيراً فتوقف وتذكر قول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 26( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).
فأترك الأثر الجميل من بعدك وأجعلها حسنات تُجنيها في يوم لا ريب فيه.
(( ومضة قلب ))
حقيقة مبكية ضمن حقائق كثيرة لا تعد ولا تحصى ، وللأسف نكتشفها يوم بعد يوم ، تجرحنا ولم نجد سوى القلم الذي يبوح بحرقة لما نخفيه ، فمن جرب تعامل القطاع الخاص بموظفيهم يدرك تماماً بما يتمتع به ذلك الموظف الحكومي من نعمة وأولها عند الكثير بحذف بند ( الاستعباد ) من شروط العقد والأدلة ولله الحمد كثيرة وفي الواقع لا تحتاج لسرد لمن يهتم.
فهل من سائل وإلا... نقول/ من العايدين
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلّ الله عليه وسلم وكل عام وأنتم بخير )).
المفضلات