للكاتب المسرحي : إبراهيم حامد الحارثي

تنمية الثقافة هي من أهم الأوليات التي عنيت المملكة العربية السعودية بها ... بل وحاولت شحذها وتقديمها للعالم ضمن قالب خاص .. ونكهة مميزة ... تطل علينا من دواخل الجمعيات التي أُنشئت ( جمعيات الثقافة والفنون ) أو الأندية الأدبية التي تقدم دورا خاصا في نشر الوعي الثقافي ... والتنمية الثقافية ... بل وتقدم لها الدولة ميزانيات تساعد ... بشكل أو بآخر في تقديم خططها بشكل بناء يجعل من هذه المنشئات ( أزميلا ) خاصا لبناء لُحمة ثقافية تخدم الوطن ... والمواطن وتقدم أبرز معاني الولاء لقيادة هذا الوطن الشامخ ...الذي يفخر بالمثقفين ... الذين يقدمون لنا صورة من أروع صور الولاء من خلال كتاباتهم التي جعلت خادم الحرمين الشريفين ... يتقدم بالشكر الخاص لكل من ساهم بقلمه ... للذود عن حياض هذه الدولة ... التي اُشتهرت ...بمثقفيها ...
بداية أعتقد أنها قد تطول هنا ...
مركز الثقافة والفنون ... بالهيئة الملكية ... بينبع الصناعية ... أُنشئ هذا المقر لخدمة الفنون أجمعها ... مشابه لفكرة جمعيات الثقافة والفنون ... نظرا لما تزخر به هذه المدينة الصغيرة ...بالعديد من المهتمين بالشأن الثقافي ... ورفعته ... ونشر التطور ... هو مركز خدمي ... يُعنى بالمثقفين على وجه الخصوص ... من تشكيليين و مصورين و نحاتين وشعراء ومسرحيين ...
تزخر مدينتي الصغيرة بالأسماء التي تضاف إلى قائمة المثقفين الطويلة ... وهم كثر ... وعلى سبيل المثال لا الحصر... بسام يماني ... وليد مسملي ... عبدالعزيز الحجام ... نبيل نجدي .... أكرم العربي.... عوض المالكي .... محمد الراشدي ... محمد بنتن .... أكرم السناني ... لينه بنوب ... ابرار باوجيه والقائمة تطول ياسادة ...
لكل شخص من الأسماء التي ذكرتها سابقا فرع من الفروع التي تخدم الثقافة في مدينتي الصغيرة ...بل لهم المقدرة على القيام بنهضة ثقافية قوية على الصعيد المحلي ... والعربي ... لهم مؤلفات و محاضرات ومناقشات و معارض فنية وفوتوغرافية ... ولكن أين ؟؟
على هامش ينبع الصناعية ... في الاحتفالات الصغيرة التي تقيمها بعض الشركات ... أو ملتقيات خارج ينبع ..ملتقى السرد أو القصة العربية ... معارض للفنون التشكيلية بمدينة جده أو المدينة المنورة ... مهرجانات مسرحية خارج ينبع الصناعية ...
مركز الثقافة والفنون أُنشئ بغرض خدمة هؤلاء ... والاستفادة منهم في شتى المجالات التي تفيد المواطن .. وتعريف الناس بفنهم ... وثقافتهم ... و وعيهم القادر على تثقيف جيل بأكمله ... من خلال معرفتي بهم ... سبق وأن دارت عدة محاولات مني أنا شخصيا ..أو من أشخاص اخرين بضرورة اقامة فعاليات في هذا المركز الذي أعتبره أنا شخصيا ... شبه مشلول لأن الفعاليات التي أُقيمت فيه ... لم تخدم سوى شريحة معينة من سكان ينبع الصناعية ... ومن المفترض أن يخدم كل سكان ينبع الصناعية باختلاف توجهاتهم و هواياتهم
يقول الأستاذ محمد العثيم في حديثه عن التنمية الثقافية "ومن وجهة نظر مهمة للفن الراقي نرى أنه لا يقول بشكل مباشر كلاما مرددا عن حب الوطن، ولكنه قدر يعرض المواطن الصالح بصوره وقيمه، وقد يعرض الجندي الذي استشهد في سبيل الواطن، وقد يعرض المتفوق الذي يملأه إحساس العودة لخدمة الوطن وهي نماذج تعطي المثال وتعزز التنشئة الوطنية عكس هذا الكم من الكلمات، ، فزرع الوطنية لا يأتي من منظومة بلغة مباشرة عن حب لوطن، ولا يأتي من خطبة، أو مقابلة في التلفزيون، بل يأتي بالتشارك الوجداني الذي تقدمه الفنون الراقية بكل أشكالها، وهي تحكي الارتباط بالوطن، وجذوره، ومكتسباته، وتحث على التمسك به حتى آخر رمق إن الفنون بكل أنواعها تعاني من تجاهل متعمد لحساب التقاليد، ومتى وعينا أهميتها استطعنا استعمال قوتها في تمسك الناس بالوطن، وكلنا نعرف كم تنفق الدول الراقية على هذه الفنون في سبيل تنميتها ، هي تفعل ذلك لسبب أنها بنية الوطن وقيمه الموروثة والحالية "
هل بالإمكان أن يخدم مركز الثقافة والفنون كل المهتمين بالشأن الثقافي ؟؟
وهل سيتيح لهم المجال بنشر الوعي ولملمة أجزاء هذه المدينة ...بل وزرع لُحمة ثقافية تخدم العمل .. والمواطن ... والمجتمع الذي يُعد من أفضل المجتمعات من الناحية الفكرية ... ؟؟
هل يستطيع هذا المركز تأهيل نفسه وفق عقليات المتابعين للشأن الثقافي ... واقامة مناسبات ثقافية تدعوا الى رفعة هذه المدينة ... لا تسطيحها ... وتغييبها عن الأحداث الثقافية ...
لدينا هنا مسارح أي دور عروض بلا جمهور وبلا عروض ... لدينا هنا إمكانيات ليست متوفره عند مسارح جمعيات الثقافة والفنون لدينا هنا خبرات تمكننا من عبور شاطئ الوقت والخوض في لجة الإبداع لدينا هنا بستان يحاول كل منا جاهدا أن يقطف من روابيه زهره ... لدينا هنا كوادر تطمح في النهوض والرقي بالحراك الثقافي المظلوم في ينبع الصناعية ... لدينا هنا كل ما لدينا ولكن ... هل بإمكاننا أن نمارس كل ما لدينا؟؟في مسارح جمعيات الثقافة أو مسارح الأندية هنالك أمران:اما أن يكون هنالك أماكن مجهزة ولكن ليس لديها وقود يفعلها فأصبحت مهجورةأو يكون هنالك وقود قابل للاشتعال ( الفكري ) دون مراكز تخدمه فتبدأ ممارسة لعبتهم الخفية بعيد عن الأنظار في غرف المنازل أو احدى الحدائق وفي بعض الأحيان يرشق المثقفون بقليل من نظرات التحسف على واقع الحياة المرير الذي سلكوه
اس ام اس مستعجل ( سالم بريك )منذ القدم منذ الكهنة الفراعنة والرومان كان المسرح ينشأ في أحضان المعابد والأماكن المهمة أي انه كان أداة تعبير وتوصيل وتعليم. وكان لثلاثة عقود مضت له مكانته وسطوته وأهميته ولكن تأخرت أهميته قليلا مع انتشار الفضائيات وهذا لا يلغي دوره ولكنه يجعل أهميته أعمق لو تنبهت الحكومات لأهمية دور المسرح وخاصة في دول العالم الثالث. ولو لاحظنا نجد انه رغم انتشار الفضائيات فإنه بالمقابل يزداد الاهتمام بالمسرح ويلاحظ التطور التقني فيه ليقابل تطور الفضائيات. ويلاحظ أن الذهاب للمسرح في الدول الغربية جزء من حياتهم. فلماذا نقلد الغرب في كل شيء ولا نقلده في بعض العادات المفيدة. وللمعلومية المسرح لأهميته صار له يوم عالمي مثله مثل التضامن مع المرأة والطبيعة والطفل ولا يوجد فن آخر له يوم عالمي مثل اليوم العالمي للمسرح لذا يجب أن تنتبه دولنا لهذا الأمر لأنه اداة من أدوات التثقيف والتطور لشبابنا وبلادنا.
ما اتمناه تشجيع المبادرة و المنافسة بين الشخوص. ثم إن العمل الثقافي لم يعد محصورا في { مسرح، موسيقى، رياضة بدنية…..}، بل تعدى ذلك.. فلم يعد عملا موازيا بل أصبح العمل الثقافي في قلب التطور المعرفي يدعمه و يخلق فضاءات عديدة لإغنائه و تعميقه، الأمر الذي لم يتحه العمل الرسمي داخل مركز الثقافه بحيث ظهرت مجلات { حائطية، خطية، مطبوعة…}، وأنشطة ثقافية على شكل{ حوارات، ندوات، أمسيات…}. نظمتها المؤسسات التعليمية كلها تهدف إلى:
ـ تنمية ثقة الفرد في مؤهلاته الشخصية و طاقته الإبداعية.

أتوقع أن الاجابه على أسئلتي ستكون بـ ( بلا ثقافة بلا هم )