أكاديمية تتنازل عن “برستيج” الدكتوراة وتمارس حياكة الملابس التراثية
حامد الرفاعي - ينبع



لم تكترث الدكتورة بخيتة الحويطي بـ»برستيج الدال» وقطعت 1400 كم ما بين تبوك ومحافظة ينبع لتمارس هوايتها وعشقها للتراث فى مهرجان رضوى البري من خلال حياكة الملبوسات والجلابيات والمشالح اليدوية بالسدو وغزل الصوف والنسيج، وقالت خبيرة التراث الدكتورة بخيتة والتي حازت على المركز الأول مرتين متتاليتين في مجال التراث بسوق عكاظ بالإضافة إلى شهادات التقدير والأوسمة في العديد من المهرجانات السياحية في حديثها لـ»المدينة»: إن هدفها من المشاركة في مهرجان رضوى البري هو التعريف بالملابس التراثية وتشجيع الأجيال وأفراد المجتمع بكافة فئاتهم للاهتمام بهذا التراث الجميل مشيرة إلى أن حياكة الصوف والوبر الذي تنتجه الأغنام والإبل تعد حرفة وصناعة أصيلة، استمدت إمكانياتها مما توفره البيئة قديمًا، فالمادة الأولية هي الصوف والوبر، والأصباغ المستعملة تستخرج من أعشاب الصحراء بالإضافة إلى أن الزخارف التي يتم تزيين تلك المنسوجات والملبوسات مستوحاة من واقع البيئة الجغرافية لسكان البادية.

وأشارت إلى أن أعمال غزل الصوف والسدو تبدأ بقص الصوف وجمع الوبر، للأغنام وللإبل ثم عمل الغزل ويستخدم فيه المغزل وبعد إكمال غزل الصوف والوبر يجري تلوين الأبيض منه بمختلف الألوان، موضحة إلى أن العملية الأخيرة هي الحياكة والسدو، وأكدت أنها لم تتوقف عند حياكة الملابس والجلابيات أو السجاد والمفارش وتطريزها بل إنها طورت في السدو وأدخلت علية عددًا من الأفكار التي حازت على إعجاب الزوارمثل وضع خريطة المملكة وبعض الآيات القرآنية، وبعض الحكم والأدعية على تلك المنتوجات حتى يقتنيها الناس ليزينوا بها مداخل بيوتهم.

وعن كيفية توفيقها بين عشقها للتراث ووظيفتها الأكاديمية أشارت أنها لم تجد أي صعوبة في ذلك بل إنني لم أكتفِ بالهواية بهذا التراث الرائع الذي أعشقه بل تعلمته وبرعت فيه لأضيف إلى ممارستي العملية تعليمًا أكاديميًا وها أنا ذا أعمل محاضرة في جامعة تبوك وأساهم في تعليم الطالبات وتشجيعهم على الاهتمام بتراث السدو وحياكة الملبوسات والمنسوجات اليدوية مؤكدة إلى أن وظيفتها الأكاديمية لم تشغلها عن الاهتمام بتراث الأجداد والعناية بهوايتها التي تعلمتها من والدتها منذ الصغر.