عبدالعزيز المحمد الذكير
خوفي - وأرجو الله أن لا يتحقق - أن يكون المجتمع السعودي تعدى حدود كونه مجتمعا للاستهلاك.. وأصبح الناس يعيشون بالقروض وللقروض.. يشترون سياراتهم بالسلف، ويسكنون بالسلف ويدرسون أبناءهم بالسلف وربما عالجوا أمراضهم بالسلف ويتزوجون ويطلقون بالسلف، ويبحثون عن سلفات إضافية لأداء سلفات سابقة ليظلوا يدورون في حلقة مفرغة لا نهاية لكوابيسه .
وللحد من مخاطرالممنوح كانت المصارف أو دور التميل والإقراض قديما تتبع العديد من الإجراءات أهمها قيام المصرف بإعداد دراسات وافية عن المركز المالي للعميل وسمعته ومقدرته على السداد فضلاً عن طلب الضمانات الكافية، وبجانب معرفة المركز المالي للعميل فان المصارف تدرس الغرض من القرض وتنويع مجالات الائتمان وتجزئته واقتسام المخاطر والتأمين ضد إعسار العميل، كما أن المصارف تقوم بمتابعة التسهيلات الائتمانية للتأكد من أن القرض قد تم توجيهه للغرض المطلوب وأيضاً تتأكد من سلامة الضمانات.

أما الآن فالمصارف تعلن على الملأ أن القرض يُمنح في نفس اليوم. فما هذا ؟

كما أن التدافع من قبل الأفراد تجاه القروض الشخصية واكبته سلسلة من الإغراءات والتسهيلات الائتمانية المتزايدة من بعض المصارف والتي تهدف إلى استخدام سيولتها النقدية المتوسعة في شكل قروض شخصية تلبي هذا الطلب المتزايد من الأفراد بالإضافة إلى أن بعض المصرفيين يعتبرون أن الائتمان الممنوح للأفراد هو أكثر أنواع الائتمان مردوداً مالياً لمصارفهم.