أعلنت المكتبة الملكية الدنماركية اعتزامها حفظ وتوثيق الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، التي نشرتها صحيفة دنماركية قبل عامين وأثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، واعتبرتها جزءا من تاريخ البلاد.

وبالرغم من اعتراض مسلمي الدنمارك على هذه الخطوة التي وصفوها بالاستفزازية، فإنهم رأوا أن التجاهل هو أبلغ رد عليها، لا سيما في ظل ما أشار إليه أحد قادة الأقلية الإسلامية بالدنمارك من أن المظاهرات والدعاوى القضائية في أزمة الرسوم المسيئة لم تجد نفعا.

ونقلت صحفية الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء عن المتحدثة باسم المكتبة الملكية بالدنمارك جيتي كجارجارد قولها: "إن الحرص على عرض وتوثيق الرسومات إنما يأتي انطلاقا من قيمتها التاريخية"!!!

وأضافت: "لسنا مهتمين بنشر الرسومات، وإنما يعنينا بالمقام الأول حفظها للأجيال القادمة لأنها أصبحت جزءًا من تاريخ الدنمارك".

وبحسب المتحدثة، ستحصل المكتبة الأشهر والأكبر في الدول الإسكندنافية على حق ملكية الرسومات نيابة عن متحف فن الكاريكاتير الدنماركي، وذلك لأغراض التوثيق والحفظ.

ولم تذكر المتحدثة تاريخا محددا لإتمام انتقال ملكية الرسوم للمكتبة الملكية التي أنشئت في القرن السابع عشر في عهد الملك فريدريك الثالث.

واعتبرت كجارجارد أن المكتبة هي المكان الأمثل لحفظ الرسومات، وقالت: "ستكون لدينا في مكانها الطبيعي، حيث تتوفر التدابير الأمنية اللازمة لمعاملتها ككتاب نادر غير متاح للجمهور، وإنما يقتصر على الباحثين اعتمادا على خطابات توصية صادرة من أساتذتهم الجامعيين".

وفي سبتمبر 2005 نشرت صحيفة يولاندز بوستن الدنماركية 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا يصور أحدها الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه إرهابي عمامته على هيئة قنبلة.

واندلعت احتجاجات في العالم الإسلامي على نشر تلك الرسوم تخلل بعضها أعمال عنف مما أدى إلي وقوع عشرات من الضحايا. ورغم تلك الاحتجاجات وردود الفعل العنيفة أعاد عدد من الصحف الغربية نشر تلك الرسوم المسيئة بحجة حرية التعبير.

تجاهل إسلامي

وفيما يتعلق برد فعل الأقلية المسلمة في الدنمارك على الخطوة المرتقبة لحفظ وتوثيق الرسومات الكاريكاتورية المسيئة، قالت الجمعية الإسلامية الدنماركية: "إنها ستأخذ الخطوة المستفزة للمكتبة في الحسبان"، لكنها اعتبرت أن "التجاهل سيكون هو الرد الأنسب عليها".

ونقلت الصحيفة عن المنظمة التي تعتبر أحد أبرز المنظمات المعبرة عن الأقلية المسلمة في الدنمارك قولها: "لن ننظم أي مظاهرات أو أي دعاوى قضائية، حيث إننا لم نحصل على شيء من المحاكم الدنماركية عندما حاولنا مقاضاة الجريدة التي نشرت الرسومات منذ عامين".

ويرى البعض الآخر أن هذا التجاهل هو نتيجة تعود مسلمي أوروبا على الأفعال التي تستفز مشاعرهم الدينية، والتي زادت بحدة في السنوات الأخيرة.

ومن جهتهم أبدى عدد من رسامي الكاريكاتير المسيء موافقتهم على التبرع بالرسومات للمكتبة الملكية. وقال كلاوس سيدل رئيس رابطة رسامي الكاريكاتير في الدنمارك: "إنه على الأرجح سيتم التبرع بها للمكتبة. وأردف قائلا: "معظم الرسامين يرون أن إعطاء هذه الرسوم للمكتبة الملكية هو التصرف الصحيح".

وفي سياق متصل أبدى متحف الإعلام الدنماركي رغبته في عرض الرسومات بقاعاته. وقال مدير المتحف إرفين نيلسن: "إذا حصلت المكتبة على تلك الرسوم فإننا نود السماح لنا بعرضها مصحوبة بالتقارير الإعلامية التي صدرت حول الأزمة ورصد لردود الأفعال العالمية عليها".

وأوضح مدير المتحف أن الهدف من عرض الرسومات "توثيق المعلومة وليس الإثارة"، ومن ثم لا يتوقع ردود أفعال عنيفة من جانب الأقلية المسلمة على هذا الأمر، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية



حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم زلزل الأرض من تحت اقدامهم
اللهم وأرِنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم احصهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر فيهم احدا
اللهم انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين