صناعة طائرات رجال الأعمال تواجه أقسى اختبار


كيـفن دون
قال جيم سكوستر الرئيس التنفيذي لشركة هوكر بيتش كرافت Hawker Beechcraft، إحدى كبريات شركات تصنيع الطائرات النقاثة في الولايات المتحدة: مما لا شك فيه أننا نواجه واحداً من أقسى الاختبارات في تاريخ شركتنا.

قالت هذه المجموعة إنها سوف تلغي 2300 وظيفة بعد أن كانت قد ابتدأت بإلغاء 500 وظيفة، العام الماضي، أي أن المجموع يقترب من 30 في المائة من عدد موظفيها الذي يبلغ نحو 10 آلاف موظف.

وأعلنت شركة سيسنا Cessna، وهي جزء من مجموعة Textron تكسترون الأمريكية، وكذلك شركة بومبارايدر Bombarider الكندية، على تخفيض كبير في الإنتاج والوظائف.

إن التراجع الاقتصادي والأزمة الائتمانية، يضربان بصورة أعمق وأسرع عمليات شركات صناعة الطائرات النفاثة، بأكثر ما يؤثران به في شركات صناعة الطائرات التجارية.


قال سكوستر إن شركة هوكر بيتش كرافت Hawker Beechcraft، أرغمت على تخفيض الإنتاج، وقوة العمل لديها، أكثر فأكثر "بسبب القسوة المتزايدة للتراجع الاقتصادي العالمي".

وقال إن صفقة التحفيز المالي من جانب الحكومة الأمريكية لم تكن كافية للتخفيف من حدة الوضع في أسواق الائتمان، التي كانت "حيوية بصورة مطلقة" للنجاح في قطاع طائرات رجال الأعمال.

في الوقت ذاته، تباطأت الطلبات بصورة ملحوظة من جانب شرائح النشاط العملي التي كانت تطلب هذه الطائرات بأعداد كبيرة، وبالذات من جانب مجموعة شركات ملكية الطائرات النفاثة، مثل نيت جيتس NetJets التي هي جزء من مجموعة بيركشاير هاثواي الخاصة بوارن بوفيت.

أدان سكوستر الهجمات السياسية في الولايات المتحدة التي "أظهرت الطيران العام كإسراف تبذيري، بدلاً من كونه أداة حيوية للنشاط العملي، ومصدراً لملايين من الوظائف الأمريكية".

تعرض استخدام الشركات لطائرات رجال الأعمال النفاثة إلى هجوم متزايد في الولايات المتحدة، منذ أن طار رؤساء شركات صناعة السيارات الأمريكية إلى واشنطن لطلب المساعدات المالية الحكومية، مستخدمين طائرات نفاثة.

أجبر تدخل مسؤولي وزراة الخزانة الأمريكية مجموعة سيتي جروب، على إلغاء شراء طائرة من نوع جلفستريم Gulfstream .

قال جاك بلتون الرئيس التنفيذي لشركة سيسنا Cessna، وهي أكبر شركة صانعة لطائرات رجال الأعمال النفاثة الخفيفة، ومتوسطة الحجم، إن طلبات شراء الطائرات النفاثة تراجعت بشكل أساسي منذ الربع الثالث من العام الماضي، كما أن إلغاءات الطلبات، وتأخير مواعيد تسلم الطائرات كانا يؤثران بصورة خطيرة "في الإنتاج الخاص بعام 2009.


تباطأ رقم ساعات طيران الطائرات النفاثة المملوكة من جانب الشركات، كما ازدادت مخزونات الطائرات النفاثة المستعملة، وظلت السوق الأمريكية المحلية رخوة للغاية، "كما أن الأسواق الدولية التي كانت في غاية القوة، العام الماضي، تعيش الآن فترة من الهدوء"، كما قال بلتون.

أصيبت شركة سيسنا Cessna كذلك بالأذى من خلال تأخير تسلم عدد كبير من الطائرات من جانب نيت جيتس NetJets، بعد أن كان من المقرر تسلم هذه الطائرات خلال عام 2009.

سوف تتخلص شركة سيسنا Cessna من ألفي وظيفة أخرى، الأمر الذي يرفع مجموع الاستغناءات إلى 4600 وظيفة خلال ثلاثة أشهر، كما أنها سوف تقلص إنتاج الطائرات بنسبة 20 في المائة ليبلغ 375 طائرة خلال عام 2009، مقابل رقم قياسي بلغ 467 طائرة في العام الماضي. وقالت شركة بومبارداير Bombardier، أكبر شركة تصنيع لطائرات رجال الأعمال في العالم من حيث قيمة الطائرات المسلمة إلى أصحابها، الشهر الماضي، إن طلبات شراء طائراتها النفاثة تراجعت بنسبة 42 في المائة من 452 إلى 262 طائرة خلال 12 شهراً انتهت بنهاية كانون الثاني (يناير) الماضي.

وأصيبت هذه المجموعة بمستوى "أعلى من المعتاد" من تأخير الزبائن مواعيد تسلم طائراتهم، أو إلغاء طلبات الشراء، كما قلصت العدد الذي كان من المقرر تسليمه خلال عام 2009 بنحو 10 في المائة.

تتخلص شركة بومبارداير Bombardier من 1360 وظيفة الآن، أي 4.5 في المائة من العاملين لديها البالغ عددهم 30 ألف موظف.