أخي الباحث الموقر : محمدعبد الله الجهني



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير ؛ وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال ؛ وأسألهُ أن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والمسرات أعوام عديدة وسنين مديدة ؛ ويجعل أيامنا وأيامكم فرح وسرور بعبادة الرب الغفور .

كنت قرأت لك في إحدى الحلقات التراثية التي كتبتها عن بلاد ينبع قبل سنوات ؛ مواضع عن نقوش على سفوح جبال ينبع ؛ فهلا استمريت ؛ وفضلاً منك لو تتكرم وتبعث لنا بروابط لما تمتلكه من صور للنقوش والآثار الموجودة بالمنطقة ؛ ورسالتك الأخيرة يا أبا عبد الله وصلتني وصلك الله بحبله المتين ؛ ولا أخفيك سراً أن لنا عنايةٍ بالآثار ؛ ومن يدري فقد تتكشف لنا جوانب هامةٍ من تاريخنا ؛ وكنت ذات يوم أفتش وأنخل كتب الرجال والتراجم بحثاً عن ترجمةٍ لأحد الجهنيين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فما اقتفيت له أثراً ولا وجدت له خبراً إلا بنقشٍ محفور على صخرةٍ صماء بطريق الشام !

وما أنبه الهمذاني حين قال في كتاب البلدان : قال بعض الحكماء :
وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساما ؛ وأعظم من أجسامهم أحلاما ؛ وأشد قوةً ؛ وأشد من قوتهم امتحاناً ؛ وأطول أعماراً ؛ وأطول بأعمارهم للأمور اختبارا ؛ فكان صاحب الدين منهم أبلغ في أمر الدين علما وعملا منا ؛ وصاحب الدنيا كذلك ؛ ووجدناهم لم يرضوا بما خُصُّوا به من الفضل حتى أشركونا معهم بأنفسهم في ما ابتغوا من علم الأولى والآخرة ؛ فكتبوا به الكتب الباقية ؛ وبلغ من اهتمامهم بذلك أن الرجل منهم كان يُفْتَح له الباب من العلم والحكمة وهو بالبلد غير المأهول ؛ فيكتب في صخرة صماء ضناً منه بذلك ؛ وكراهية أن يسقط ذلك على من بعدهم ؛ فكان صنيعهم في ذلك كصنيع الوالد المشفق على ولده الرحيم ؛ وكانوا يعمدون إلى المواضع المشهورة والأماكن المعروفة التي هي أجدر أن تبقى على وجه الدهر ؛ وأبلغ من الدرس ؛ فيجعلون فيه الكتاب [أي النقش] ! .




[/QUOTE]