شط الهيئة الملكية للجبيل وينبع




القوقعيات

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. وبعد :-



رحلة سريعة إلى الرايس وينبع 19-21/4/1427 هـ



طراد الصيد
بعد نزول الأمطار في الأرض ... تزدان الأرض - بفضل الله - مكتسية أبها حللها ... ومتشحة بالخضرة اليانعة ... تبهج النفس ... وتصفو الحياة ... و تتناقل الناس أخباره وبشائره ... يرتمي في حضنها البعض ... ويبقى البعض متمنياً ولو اكتحال عينيه بها ... حينما يبقى البعض الآخر في عوامة الحياة ومشاكلها متجاهلاً أو معرضاً عنها ... قال تعالى : (( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى ، كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى ))

ولكن هذا الأنس وذاك النعيم ليس بالأبدي ... فهي حال الدنيا ... خاطفة من خواطف الدنيا ... ولحظة سرعان ما تزول ... (( أَلَمْ تَرَأَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ )) ... فهي حال الدنيا ... لا يبقى منها سوى الذكريات ... بحلوها ومرها ...

وبعد انتهاء ذاك الحلم الجميل ... وبعد ارتفاع حرارة الأرض بانتهاء فصل الشتاء ودخول فصل الصيف ... تزدان الجبال الخضراء ... وتترقب الشواطئ الممتدة ... والمناطق المرتفعة ... تترقب زوارها وقاصديها ... فالأرض مليئة بالأماكن الجميلة والمتنوعة ... وأماكن التفكر والعبر ... تدعوا الناس إليها ... بعد أن كان فكرهم قد انصرف عنها فترة من السنة ...

ومن تلك الأماكن الجميلة : الساحل الغربي عامة ... والشمال الغربي بصفة أخص ... حيث يحتوي على العديد من الأماكن الجميلة والفريدة ... فعقد المدن والقرى والهجر تناثرت على امتداده ... منها ما يتميز بصفة معينة أو معلم ونحوه ... ومنها ما هو من قبيل المعتاد ...

ومن بلدان الساحل الغربي المميزة : ينبع ... الواقعة غربي المدينة المنورة ... وكذا بلدة الرايس الواقعة جنوب ينبع بثمانين كيلاً ... الطريق إليهما من المدينة المنورة عبر طريق ينبع السريع ( حوالي 200 كم ) ... مما جعلهما مقصد الكثيرين حيث جمال المكان ... و الشواطئ المهيأة ... والخدمات المتوفرة ...

كانت رحلتنا هذه السريعة إليها ... من الرس سرنا - بتيسير الله - الأربعاء قاصدين الرايس ... مروراً بالمدينة المنورة ... وعبر الطريق السريع المتجه لينبع ... ومنه إلى الرايس ... وهي بلدة صغيرة يتوفر فيها بعض الخدمات الأولية ... مثل المواد الغذائية و الوقود وبعض مباني الإيجار ... وتتميز بشاطئ جميل ممتد لعدة كيلوات ... ينتشر في بعضه بعض الخدمات من دورات المياه والمظلات وملاعب الأطفال ونحوها ... الشاطئ يتميز بأنه متكون من خليج حيث أن الرايس تقع على خليج أو خور عريض ... بعض الشواطئ صالحة للسباحة والأغلب للفرجة أو ضحل المياه ... بعد المبيت والتمتع بالجلوس عند الشاطئ تلك الليلة ... في الصباح الباكر توجهنا نحو الشاطئ مع شروق الشمس ... وكان ينتظرنا بمنظر بديع ....