تختلف أحاديث المجالس حسب المستجدات على الساحات السياسية و الرياضية و الاقتصادية و في الآونة الأخيرة أخذ الحديث عن سوق الأسهم نصيب الأسد في جميع المجالس .
إلا أنه في هذه الأيام و لقرب حلول عيد الأضحى المبارك كان حديث المجلس يتمحور حول أضحية العيد , و رأيت تعميم جزء من هذا الحديث لتعم الفائدة بإذن الله .
حيث بدأ أحد الأصدقاء بالشكوى من غلاء الأضاحي وندرة الأضحية التي تنطبق عليها المواصفات على حد قوله أنها لابد وأن تكون ضان أملح ( أبيض اللون ) أقرن ( لديه قرنان كبيرة) سمين سليم من أي مرض أو تشوه .
كما أنه يعول أباه و أمه مما يجعله يشتري أكثر من أضحي حتى لو أضطر إلى استدانة ثمنها أو تقصيد ثمنها على البائع .
ـ وهذا فيه التباس كبير والله سبحانه و تعالى لا يكلف نفسً إلا وسعها كما أن حكم الأضحية هو سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها وكذلك لا يشترط فيها اللون أو الجنس و يكفي أن تكون قد أتمت العمر المناسب و تكون سليمة من العيوب الظاهرية , كما أنه تجزئ الأضحية بالنّية عن من تعولهم , فيحصل الأجر فيها بإذن الله دون أن ينقص من أجرك شيء .
في هذه الأثناء قال احد الأصدقاء أنه قد اعتاد هو و إخوته شراء جمل صغير والاشتراك فيه لأن الجمل يجزئ عن سبعة مضحين ويوفر قيمة سبعة أضاحي كما أن لحم الجمل الصغير أطيب من لحم الخراف .
ــ وهذا أيضن فيه التباس حيث أنه لابد و أن تتم الأضحية عمرها المناسب وهو كتالي :
الضان ما أتم الستة أشهر , و الماعز ما أتم السنة , و البقر ما أتم السنتان , و الجمال ما أتم الخمسة سنوات . و يعرف سن الحيوان من القواطع الأمامية في الفك السفلي .
بعد ذلك اشتكى أحد الأصدقاء من وجود الخراريج في الضأن و الماعز و أن بعضها لا يظهر إلا بعد ذبح الحيوان . وأنه أحياناً يضطر إلى ترك الأضحية والخوف من توزيع لحمها .
ــ فتحول الحديث من الكلام عن الأضاحي إلى صلاحية اللحم للاستهلاك حيث أن الخراج ما هو ألا مرحلة لانتهاء المرض و ليس مرض وهو ناتج عن دخول جسم الحيوان لبعض البكتيريا القيحية وتغلب حسم الحيوان عليها وتجميعها في عقد لمفاوية وتحاط بغشاء عازل , ويمكن أزالتها بعد الذبح من العضو المتصل بها على أن لا تزيد عدد الخراريج في الربع عن ثلاث خراريج و عن اثنا عشر خراج في الذبيحة عموماً ,( إلا أن منظر الخراج يثير تقزز في النفس و أنا معك في ذلك ) و لكن بالنسبة للحم فهو صالح للاستهلاك .
كما أن إزالة عضو من الذبيحة لعدم صلاحيته للاستهلاك لا يعني عدم صلاحية الذبيحة كلها مثل إزالة الرئة لإصابتها بتليف و التصاقات نتيجة إصابة الحيوان بالتهاب رئوي قديم أو إزالة الكبد لإصابتها بتلف موضعي بحيث لا تظهر علامات تدل على فساد كامل الذبيحة .
و أخيرا انصح جميع الإخوة الذبح في المسلخ لوجود الإشراف البيطري به .