نقلا عن جريدة الوطن السعودية 10/11/2005 م

شهدت واشنطن طيلة الثلاثاء الماضي يوماً سعودياً ساخناً اتسم بمواجهات على أكثر من جبهة ونزال سياسي أعد له دبلوماسيو السعودية وأصدقاؤها من جهة, والدوائر المتحالفة التي تستهدف النيل منها من الجهة الأخرى. وبدا من الوقائع المتتابعة لتلك المواجهات أنها كانت بمثابة "اختبار قوة", إذ حاول خصوم السعودية التمهيد لتمرير "قانون محاسبة السعودية" بالاستناد على تقرير أعده مركز الحريات الدينية وزعم فيه أن المملكة تدعم الإرهاب وتحض على كراهية أتباع الديانات الأخرى, فيما سعت جهود الدفاع عن السعودية إلى إيضاح الحقيقة.
وتوضح مؤشرات نهاية ذلك النزال السياسي الساخن أن تحالف مهاجمة السعودية تلقى هزيمة واضحة دون أن يعني ذلك أن عقده قد انفرط. وتتابعت حلقات إحباط تلك الهجمة التي استهدفت المملكة منذ بداية اليوم وعبر خطوات متلاحقة.
فقد أصدرت وزارة الخارجية تقريراً أوضحت فيه أن هناك انتقادات تتعلق بحرية الأديان في المملكة إلا أنها لاحظت أيضاً حدوث تقدم في ذلك المجال. وكان الهدف من إصدار التقرير في ذلك اليوم بالذات هو أن يأتي قبيل الجلسة التي عقدتها اللجنة القانونية بمجلس الشيوخ لمناقشة تلك القضية.
وكانت الوزارة قد أجلت إصدار التقرير مع تأجيل موعد الجلسة التي كان مقرراً أن تعقد في 25 من الشهر الماضي. وقد رافق تقرير الوزارة قرار من وزيرة الخارجية كونداليزا رايس بالامتناع عن إرسال ممثل عن الوزارة إلى الجلسة. بعبارة أخرى بدأت الوزارة بحماية نفسها من انتقادات أنصار إسرائيل بأن أصدرت التقرير ثم تلت ذلك بخطوة اعتبرها المراقبون "خفضاً متعمداً لأهمية جلسة مجلس الشيوخ" حسب قول سيتفن إيرسون الذي أدلى بشهادته أمام اللجنة.
بعد ذلك اختار الأمير تركي الفيصل سفير المملكة في واشنطن صباح الثلاثاء بالذات لإلقاء خطاب هو الأول له منذ توليه منصبه في واشنطن أمام معهد الشرق الأوسط. واختار الأمير تركي قضية الإرهاب بالذات في خطوة محسوبة لمخاطبة الأمر ذاته الذي كانت لجنة مجلس الشيوخ تعتزم بحثه, أعقبه ببيان على نتائجها قال فيه إن العالم بأكمله يعرف الآن أن السعودية شأنها شأن الولايات المتحدة هي هدف أساسي للقاعدة. ورد البيان على تصريحات نائب مساعد وزارة الخزانة في جلسة الكونجرس بإبراز الإجراءات التي طبقتها السعودية لتجفيف أموال الإرهاب وأضاف: "إذا حكمنا بالتصريحات التي أدلى بها أعضاء اللجنة خلال الجلسة فإن الواضح أنهم ليسوا على دراية بمدى أهمية الخطوات التي اتخذتها المملكة لمواجهة الإرهاب".
وقائع الجلسة