مسقط راسي عشت بين تلك الحوائر والبيوت القديمة لا ارى امامي سوى بيوت الحجر كانها ابراج شامخة بشموخ الصدق والوفاء فالخريق والمنجارة والرابغي والصعايدة وحلة رفاعة والصور المكرز التجاري للمدينة والبنط كنا نتسوق واين ليس بشارع الحنان او وسق الخواجات لم تكن اسواق لقد كانت اراضي مساقي صهاريج فصهريج ابو فولة وصهريج حنيك حمار وصهاريج الاوقاف مايسمى بصهاريج وقف الحرمين فلم تكن اسواق كانت مصدر مياه مدينتي الحبيبةشربنا منها وترعرعنا عليها فهي في اجسامنا وجزءا من كياننا لقد كان مركز التسوق بمدينتي الغالية سوق الليل وسوق البنط امام الميناء كنا نتجول فالعم عواد خريشي رحمه الله والعم بشر اطال الله بعمره والنحاس للاقمشة والصائغ للذهب والمجوهرات وابو عسكر لتصليح الدوافير والمحلاوي للعطارة ومحله المميز بالمروحة اليدوية بدون كهرباء عبارة عن مخدة كبيرة تسحب بحبل تلطف الجو الحار وهناك العم على ابو فيروزة والعم حسن رويسي خاصة بوقت الضحى لتقديم وجبات المعاصيب والموقفة محل وقوف قوافل الجمال القادمة من خارج البلد لم تكن بلدي تتجاوز حدودها سوى شارع الملك عبد العزيز ثم سور المدينة والباب الكبير والباب الصغير ثم اراضي مساقي الصهارييج حيث يجلب الماء عن طريقالسقا ووسيلته هو خزان ماء يسحب بعربة يجرها حمار فيقف عند الباب ويدخل وعلى ظهره الزفا ليصبها بالازيار داخل البيوت ومن اين المياه انها من صهاريج ينبع التي كانت تنتشر بمنطقة القف والتي تعتمد على مياه الامطار فكانت مصدر مياه ينبع بالاضافة الى الكنداسة القديمة امام بريد ينبع الا ان الصهاريج يعتبر المصدر الاساسي لمدينتي الغالية لقد عشنا جزءا من تلك الحياة القاسية الا ان الناس كانت صافية القلوب بعيدة كل البعد عما نراه من ظلم وقهر وتسلط كانت الحياة صحيح قاسية لكنها حياة سهلة لا احد يفكر في مال او جاه هنالك تكافل اجتماعي لم تكن جمعيات خيرية بل كان هنالك اناس يعملون الخير سرا فهل رايت ان رجلا يتخفى بالليل لكي يقدم مالا لايتام فقراء وهل رايت رجلا يتفكل ايتام فلا يشتري لبيته حتى يشتري لؤلئك الايتام عند الزواج تجد الينبعاويين جميعهم يشاركون وحتى عند العزاء لا يتاخرون لقد كانت بلدي ملتفة حول بعضها لقد كان من الينبعاويين رجال افداد شاركوا بنهضة دولتنا الفتية فهم منتشرون في جميع انحاء الدولة وتعتبر مدينتي الحبيبة من ارقى مدن المملكة حيث عاشت عصرا ذهبيا يسجل بمداد من ذهب انها مدينتي الغالية حبيبتي ينبع لن يستطيع ايا كان ان يسلبك اسمك كينبع (1) او ينبع(2)انك الاساس وسببا لموقعك الاستراتيجي في في ماراه من تطور وتقدم بشتى المجالاات مند ا ارسى دعائم نهضه دولتنا قائد هذه البلاد الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى هذا العهد الزاهر لعهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وحتى لو تجاهلك المتاجهلون او عبث بك المخادعون فحطموا اثارك باالاهمال وسلبوا اراضيكي لصوص الاارضي الدخلاء على مدينتنا وضيعوا معالم ارضك ومساقي صهريجك فستبقين شامخة وعالية علو جبل رضوى تتجاوزين اولئك الاقزام بطول قامتك وعلو كعبك لمرحلة قادمة ولمستقبل زاهر فسيدي ولي العهد جاءك مؤخرا ليرسم لك عصرا ذهبيا يسجل ضمن عصورك الزاهرة