ما لاحظت أن علم الآثار والمعلومات الأثرية الصحيحة والخاطئة لا تتعدى الأوراق العلمية المنشورة وبعض الكتابات القليلة لغير متخصصين بعالمنا العربي، مما أدى إلى ضعف في الثقافة العربية عموما والحضارية بالمجتمع، وتنعدم الكتابات عن مثل هذه المواضيع من تثقيف للمجتمع بمعلومات صحيح منقحة واضحة لحضارتنا الإسلامية والعربية القديمة وإهمال بقايا الحضارات المتعددة بعالمنا العربي والإسلامي من حضارات يونانية ورومانية وأخرى عاشت في عدة مناطق من عالمنا العربي والإسلامي.


هناك محاولات كثيرة بالعالم في آسيا وأوربا والأمريكيتين واستراليا تهتم اهتماماً واسعاً بهذا الموضوع المهم بإخراج علم الآثار من هذه القوقعة والصدفة المتحجرة ونجحت العديد منها نجاحا باهرة واستخدم البعض ما يشبه العملية القيصرية لإنقاذ الآثار والتراث الإنساني والمجتمع سويا والتوجه للتعلم الصحيح والمنطقي وعدم قوقعة علم الآثار داخل الأوراق العلمية ذات الأساليب والأفكار التي لا يفهمها سوى أصحابها بعيدة عن فهم مجتمعاتنا وأطفالنا وحرمانهم من معرفة حضارتهم وتراثهم الإنساني.


ولا يحق لأي كان حرمان المجتمع والطفل من معرفة حضارة أجداده فهذا الأسلوب يعتبر من الأساليب المتخلفة، ويحتاج مجتمعنا لابتكارات عديدة لتوصيل المعرفة بحضارة الإنسان والتي من المفترض أن يبتكرها خريجي وخريجات علوم الآثار بعالمنا العربي والذين حرموا كثيراً من ذلك ولسنوات عديدة وتهميشهم بأسباب عديدة منها سيطرت الأوراق العلمية المحكمة على علم الآثار.


فالجهل بحضارتنا الإسلامية والعربية من آثار وفنون وعلوم وصناعات شئ غير مبرر له إطلاقاً، وتبكي آثارنا وتستمر دموعها تنهمر وهي تنظر لأحفاد من بنوها وهم يخطون عليها عبارات تشويهية وتخريب البعض لها وعدم المبالاة بها، فلا تحزني حضارتنا وإبداع أجدادنا واصبري.


فإبعاد المجتمع عن معرفة تراثه الحقيقي وما خلفته المجتمعات السابقة من اختراعات وفنون يجعله من المؤكد البدء من الصفر، ويصبح ذات ثقافة تكراريه بطابع انسياقي وراء ما يتأثر به من المجتمعات الأخرى المعاصرة له، وتنعدم لديه انعكاس ما يملكه من ثقافة عريقة وأصيلة خصوصاً أننا نملك أفضل فكر مر على زمن البشرية، لكننا لا نجد من يعطيها حقها وابرازها بالشكل اللائق والوقت المناسب وبطريقة تتماشى مع ما نعيشه الآن.


والآثار هي الجزء الأهم بهذا المنطلق لترسيخ ما وصلت إليه حضارتنا الإسلامية والعربية من درجة كبيرة في التقدم بجميع المجالات الإبداعية، والبدء مما وصل إليه اجدادنا من تقدم علمي وفكري وعدم الملل من الوصول للنجاح ودعم كل ما يوصل لتقدم البشرية.


مصدر الخبر : مجلة الآثار-28/3/2012الكاتب : رئيس التحرير