أمانة جدة: مشروع «لإنعاش» المنطقة التاريخية وإعادة البريق لها
يبدأ بترميم 17 منزلا أثريا وتأجيرها لمكاتب وفنادق
جدة : ماجد الكناني
تعتزم امانة جدة البدء في تنفيذ مشروع يهدف الى انعاش المنطقة التاريخية في جدة واعادة البريق لها مع الحفاظ على تاريخها وعراقتها ودون هدم أي من منازلها، حيث سيبدأ المشروع بترميم 17 منزلا اثريا من الدرجة الاولى، يتوقع ان يتم تأجيرها عقب اكتمالها كمكاتب وفنادق، اضافة الى تشجيع الملاك على ترميم مبانيهم مقابل حوافز تمنحها الامانة لهم في مواقع اخرى من احياء جدة.
واوضح الدكتور عبدالقادر امير مساعد امين جدة للتخطيط المحلي والتطوير الحضري: ان الامانة اقرت مشروعا لصيانة المنطقة التاريخية يبدأ بصيانة 17 منزلا تعد من الدرجة الاولى من الناحية الاثرية، خاصة ان نصف المباني تدهورت حالته العمرانية.
واضاف: هناك خطة لاعادة تأهيل المنطقة التاريخية تم الانتهاء منها وتهدف الى انعاش هذه المنطقة من خلال تطويرها والحفاظ عليها، مشيرا الى ان المسح الميداني اثبت ان 17 منزلا التي قرر ترميمها بحاجة عاجلة الى الترميم في ظل الخطر والتقارير الرسمية التي تؤكد خطورتها وامكانية تعرضها للانهيار.
وعن اشكالية النقل التي ستقف حائلا دون تطوير المنطقة قال: ستكون هناك وسائل نقل وسيتم تحسين مستوى المواصلات داخل المنطقة، علما انه سيتم وضع مواقف خارجية كافية في مواقع حول المنطقة، مع عدم هدم أي من المباني، مشيرا الى انه ليس شرطا ان يصل الناس بسياراتهم الى داخل المنطقة، مؤكدا انها قد تؤجر بعد ترميمها كمكاتب او فنادق او نحوه.
وعن ملاك هذه المباني التي سيتم ترميمها قال: اننا سنساعد الملاك على ترميمها مقابل استئجارها لفترة من الزمن تعادل قيمة تكلفة الترميم، اضافة الى اننا سنمنح كل اصحاب المنازل الذين سيرممونها بأنفسهم حوافز في مواقع اخرى، مثل مساحات اضافية او اعطائهم حق الارتفاع في منطقة اخرى.
من جانبه اوضح الدكتور عدنان عدس مدير تطوير المنطقة التاريخية: ان المنازل في المدينة التاريخية مصنفة على ثلاث درجات، الدرجة الاولى ويبلغ عددها نحو 58 منزلا تمثل 11 في المائة وهي الاهم، مثل بيت نصيف وبعض المساجد وبيت باناجة وغيرهما من البيوت التي نزل فيها قناصل او شخصيات مهمة او لها احداث تاريخية مميزة ومهمة، والدرجة الثانية وعددها 236 منزلا وتمثل نحو 44 في المائة، والدرجة الثالثة وعددها 243 منزلا وتمثل ما نسبته 45 في المائة.
واضاف ان المنازل الـ 17 التي سيتم ترميمها هي ملك لاشخاص سيتم توقيع عقود استفادة معهم واستثمارها.
وعن الاجراءات في حالة عدم موافقة أي منهم على تأجيرها قال عدس: لا يوجد نظام يلزم اصحاب المباني بأي اجراء، لكن سيتم اخلاء هذه المباني اذا صار وجودها خطرا على السكان، مشيرا الى ان الامانة ليست جهة ربحية، مبينا ان تكلفة عقد تطوير المنطقة التاريخية والواجهة البحرية والمنطقة المركزية يقدر بـ 40 مليون ريال، حيث تم الاتفاق مع مؤسسة التطوير العمراني على ذلك.
وفي السياق نفسه، اقرت الامانة مشروعا لتأثيث المنطقة التاريخية، ومشروعا آخر للبنية التحتية بقيمة تصل الى نحو 78 مليون ريال، من شأنهما تحسين ترصيف المنطقة التاريخية وحل مشاكل الصرف الصحي وترتيب البنية التحتية فيها.
وامام ذلك ينتقد ملاك المباني الاثرية القديمة في المنطقة التاريخية امانة جدة، ويتهمونها بالتحكم في اموالهم، وهو ما يشير اليه حسن عركوك حفيد احد الملاك بقوله: نحن نملك منزلا ذا قيمة مادية كبيرة، لكنها مجمدة ولا نستطيع الاستفادة منها، فلا نحن نستطيع بيعه، ولا يصلح ان يؤجر، رغم ان الامانة او أي جهة اخرى لو تركتنا نبيع منازلنا هذه لحلت مشاكل كثيرة بالنسبة لنا بدلا من تجميدها علينا بهذا الشكل.
واضاف: اذا كانت الامانة ترى انها ضرورية فلتشترها منا وتعطينا قيمتها الحقيقية بدون نقص وتطورها وتحافظ عليها كما تشاء.
يذكر ان المنطقة التاريخية تضم ما يقارب 537 منزلا اثريا وتواجه منذ عدة سنوات تحذيرات بانهيار جزء كبير منها.
المفضلات