يعرفهما ابن سعيد الأندلسّي في كتابه ( عنوان المُرقصَاتُ والمطُربَات ) بقوله :

المرقص : ما كان مخترعاً أو مولداً يكاد يلحق بطبقة الاختراع , لما يوجد فيه من السّر الذي يمكِّن أزمَّة القلوب من يديه , ويلقي منها محبة عليه , وذلك راجع إلى الذوق , والحس مغن بالإشارة عن العبارة , كقول امرئ القيس :

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سموتُ إليها بعدما نام أهلها = سُموَّ حَبابِ الماء حالاً على حال[/poem]

المطرب : ما نقص فيه الغوص عن درجة الاختراع , إلاّ أن فيه مسحة من الابتداع , كقول زهير بن أبي سلمى :

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alhejaz.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تراه إذا ما جئته متهللاً = كأنك تعطيه الذي أنت سائله[/poem]

وهو أبو الحسن علي بن موسى بن محمد بن سعيد , ولد في غرناطة عام 610 هـ من أسرة عريقة كلها علماء وذوو مكانة مرموقة , فقد كان أبوه والياً على الجزيرة الخضراء.

انتقل في سبيل طلب العلم من الأندلس إلى أفريقية ماراً بمصر وصولاً إلى الشام انتهاء بالعراق , يتصل بعلماء وشعراء البلدان التي يصلها , ثم أنه رجع إلى تونس ثم عاود ترحاله إلى المشرق مرةً أخرى , إلى أن عاد في نهاية حياته إلى تونس وظل بها إلى أن وافته المنية فيها سنة 685هـ.

له مؤلفات وأشعار عديدة أثرى بها المكتبة العربية من أشهرها كتاب ( المغرب في حلى المغرب ).

في المشاركات القادمة بمشيئة الله سأختار من كتابه ما دوَّن من المرقصات والمطربات لشعراء العربية , راجياً من الله سبحانه وتعالى التوفيق.


قصر الحمراء , وجانب من مدينة غرناطة , موطن الشاعر الأصلي