د. عبدالعزيز العمر

زرت العديد من الدول المتقدمة، وهناك لاحظت أن للمدرسة حضوراً تعليمياً طاغياً لا يقارن بحضور وزارة التربية أو إدارات التعليم، أما هنا فالمدرسة تتوارى ضعفاً وهيبة أمام بريق وسطوة وتعملق وزارة التربية وإدارات التعليم.

كلما رأيت طلابنا وأولياء أمورهم ومعلمينا يجوبون ممرات ومكاتب أجهزة التعليم المركزية ازددت قناعة بأن المدرسة بضعفها الحالي وبهيمنة وزارة التربية وإدارات التعليم عليها ستبقى عاجزة عن تأدية رسالتها.

في مكاتب قيادات التعليم يتم إعداد محاضر لجان لا تعد ولا تحصى، كما يتم إعداد تقارير ذات ورق وتجليد فاخرين عن استراتيجيات وخطط عامة، ويتم استقبال خبراء وعقد ندوات.

أنا هنا لا أقلل إطلاقاً من جهود الأجهزة المركزية التعليمية، ولكنني أسأل: هل استطاعت تلك الجهود أن تخترق أسوار وزارة التربية لتصل إلى الفصل؟

الحقيقة الدامغة التي أراها تقول إن نتائج التعليم يتم حسمها في النهاية عند عتبة باب المدرسة وليس في مكاتب الوزير وقياداته، وتقول أيضا إنه يستحيل أن تتقدم المدرسة بوصة واحدة طالما بقيت أجهزتنا التعليمية المركزية تحظى بالضوء والنجومية وبيئة العمل الفارهة على حساب المدرسة المنسية، وطالما بقيت تلك الأجهزة التعليمية تتفرد بصناعة قرارات تمس مستقبل كل من هم تحت سقف المدرسة.