د . غازي القصيبي في رثاء النفس
أعجبتني جداً .

[poem=font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,6,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خمسٌ وستُونَ في أجفان إعصارِ = أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري
أما مللتَ من الأسفارِ ما هدأت = إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار
أما تَعِبتَ من الأعداءِ مَا برحوا = يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ أين رفاقُ العمرِ هل بَقِيَتْ = سوى ثُمالةِ أيامٍ وتذكارِ
بلى اكتفيتُ وأضناني السرى وشكا = قلبي العناءَ ولكن تلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي لو لديّ سوى = عمري.. لقلتُ فدى عينيكِ أعماري
أحببتني وشبابي في فتوّتهِ = وما تغيّرتِ والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ أَنفَسها = وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ وددتُ البحرَ قافيتي = والغيم محبرتي والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي كان يعشقني = بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي ويسكنه = وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ فقولي لم يكنْ بَطَلاً = لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
وأنتِ يا بنت فجرٍ في تنفّسه = ما في الأنوثة من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني إنَّني شَبَحٌ = يهيمُ ما بين أغلالٍ وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب كما = رأيتِ مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ والأغصانُ شاحبةٌ = والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني دعيني واقرئي كتبي = فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ فقولي لم يكن بطلاً = وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه = لعزّها دُمتِ إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي = وعند شاطئكِ المسحورِ أسماري
إن ساءلوكِ فقولي لم أبعْ قلمي = ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ فقولي لم يكن بَطَلاً = وكان طفلي ومحبوبي وقيثاري
يا عالم الغيبِ ذنبي أنتَ تعرفُه = وأنت تعلمُ إعلاني وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به = علي ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي = أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ[/poem]

أتمنى أن تنال الإعجاب !!!