فوجئ عشرات المواطنين والعاملين في إحدى مشروعات تصريف مياه السيول في منطقة "سيد الشهداء" التاريخية في المدينة المنورة بتفجر عين مياه شديدة العذوبة وذلك قبل أن تكشف المياه المتدفقة عن دهاليز لعين تاريخية عتيقة تعود لعصور إسلامية سابقة.
ورصدت "الوطن" في المكان الذي يقع خلف مسجد "حمزة" حيث موقعة أحد المفصلية في التاريخ الإسلامي وهو المكان الذي يخترقه وادي قناة وتتوزع حوله مواقع تاريخية ضمنها جبل الرماة ومقبرة شهداء معركة أحد، ورصدت تقاطر الأهالي على العين التي تظهر من وراء فتحات صغيرة خلفتها أعمال الحفريات، حيث يحرصون على إنزال قناني بلاستيكية بعد تعليقها بأسلاك حديدية لملئها بالماء قبل إخراجها.
وتبعا لكبار السن من أهالي المنطقة، فإن العين ما تزال عالقة في ذاكرتهم منذ عام 1376 هـ، يوم كانوا يستسقون منها ويروون مزارعهم، وذلك قبل أن تردم، فيما قالت مصادر تاريخية إن الأخيرة تعود لبانيها الأول معاوية بن أبي سفيان أول خلفاء بني أمية.
وقال عضو اتحاد المؤرخين العرب، الباحث في آثار المدينة النبوية، أحمد بن سلم، إن البئر تعد أحد روافد وادي العاقول الشهير في المدينة المنورة.
فيما أشار إلى أن إحدى الروايات تطرقت إلى أن العين قد تعود إلى العصور الأولى للإسلام حيث ترتبط بأسماء بعض الصحابة.
وتفصح الدهاليز الداخلية للعين عن تجهيز فني متقن قد يشير إلى إعادة ترميم متقدمة في عهد الخلافة العثمانية، خاصة أن الطراز العثماني يبدو واضحا في امتداد قنوات العين الممتدة على مدى أمتار واسعة.
ووقوفا على البئر، بات الأهالي يتناولون فيما بينهم القناني المملوءة بمياه العين التي بدا من الغريب أن طعمها، الشديد العذوبة، يذكر بالآبار الفطرية التي لم تلوث مياهها بأية إضافات أو ملوثات.
وطالب هؤلاء بالاستفادة من هذا الكشف عن طريق الحفاظ على هذه العين احتراما لتاريخها واعتبارا لحاجة البساتين المحيطة بالعين للماء، في ظل شح المياه الذي كشف عنه بحث متخصص صدر عن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الكثير من آبار المدينة

http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../culture02.htm