[ALIGN=CENTER]أخي العزيز / ناجي
لقد أجدت التعبير ، وأحسنت الصياغة ، وأبدعت في سرد هو أشبه بفيض من الوجدان لا يحس بنبضه إلا أمثالك ممن تعمق إحساسهم بحب البلد وحاراتها وأهلها ورونقها القديم وذكرياتها الجميلة ...
كلامك يثير الشجن ويسبح بنا في ثنايا الذكريات وكلما مررت مثلك بهذه الأمكنة وأنا لا أغيب عنها يوما واحدا ـ بل ربما في اليوم أمر بها عدة مرات
فلم تغب الصورة التي في مخيلتي لما كانت عليه هذه المنازل أو لما آلت إليه الآن …
أراك تستنجد بما بقي في الذاكرة فكما قال الشاعر : [/ALIGN]

[poet font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ذكرى "الأحبة" لا تغيب وإنما =في بعدهم أشوقنا تزدادُ[/poet]
[ALIGN=CENTER]
فالحديث عن الحارات وعن أهلها وسكانها ودروبها وأزقتها وبازانها وأسواقها وشرفاتها سيبقى منحوتا في صخرة الذاكرة ، تأخذني الدروب نحو بيت يغـفو في حضن الشاطئ كلما طرقتُ الباب تخيلا ينفتح بهدوء فتواجهني روائح الطفولة العذبة أنظر إلى النافذة تحرك ذرفتها نسمة بحرية عليلة تنعش الوجدان وتختلط بأشعة الشمس الذهبية فتسرح بك بين بياض الأمواج وشموخ الأشرعة وبقايا السنابيك ؛؛ فكم للمكان من عبق سحري ، وكم للأشياء من جذور هي شجرة تحنو بأغصانها وتنفث عطر زهورها فلا يصيب شذاها إلا من كانت ذاكرته حية يقظة يشعر بالانتماء ويستنشق رائحة الحارة وعبق ساكنيها .. وأكمــل على ما قاله الشاعر :[/ALIGN]

[poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مررت الحي كي أشكو = فزادت نار أحزاني
يفيض الدمع مدراراً = على بيتي وخـلاني
فما ضيعتُ أحجاري = وما أخطأتُ عنواني
أنا من عشتُ أهواه = مــدى عمري وأزماني
[/poet]
[ALIGN=CENTER]شكرا لك أخي الكريم على ما ذكرتنا به ..وليتنا على الأقـل نعيش على الذكرى وننبش في رماد الذكريات فلابد أننا سنجد قليلا من الجمر يعيد إلينا نبض الحياة في يوم من الأيــام .[/ALIGN]