فهد محمد علي الغزاوي
إن المتمعن في صحافتنا اليوم يجد أنها تسير على سياق ونهج التطوير والتغيير والتحسين وافساح المجال للرأي والرأي الآخر؛ لأن الحرية الملتزمة في الرأي والفكر والثقافة هي طريق العطاء؛ لأن الإبداع والابتكار والتألق الفكري والصحفي والثقافي لا يأتي من فراغ بل من الإيمان بحب الوطن والغيرة على أرضه وسمائه وترابه وشعاره. فالوطنية هي منبع الإصلاح وتطوير الوطن هو الرغبة في نبوغ ارتقاء شعبه وإصلاح نظامه وتطوير مواطنيه، وهذا يكون بالنقد الهادف البناء الذي يصدر عن أهل العزم والحل والثقافة والمشورة والفكر لطرح الرأي ومداولته بين جميع الفئات الاجتماعية للوصول إلى حل يرضي الجميع ويعلي هامة الوطن ويرفع راية العدل ويؤيد قانون المساواة. فالحرية تعطي الكاتب مساحة إبداع حسي ومعنوي وزيادة في تسلسل الآراء واسترجاع المعاني مما يصل به إلى الأسلوب العلمي المتأدب ويحيي في نفسه زيادة المطالبة بالابداع والبلاغة حيث ان اسلوبه يتصف بالمصداقية والأمانة العلمية وإدراك الموضوعية. ومن هنا كنا نتابع عددا معينا من الكتّاب دون غيرهم ونتتبع مقالاتهم ونبحث عن تأخر صدورها ونقلق لتأخر نزولها. فالحرية هي أساس إبداع الكاتب وهدفه للوصول إلى الغاية المدركة بحسن النية وسلامة العقيدة وعشق الوطن. فنحن أمة علت وسمت بفضل عقيدتها وتراثها ومبادئها التي نحن لها أمناء وعلى أرضها أوصياء، فيجب علينا الالتزام بالمبادئ قبل المطالبة بالحرية الفكرية لأن كثيراً من الكتاب والصحفيين في دول وشعوب أخرى يخرجون عن الحرية إلى اللاحرية واللافكرية ليشطح بخياله ويترك له العنان ليصل الى فلسفة غير مدركة وغير مقنعة، وقد تؤدي الى ضياع الحقوق والاستهتار بالكاتب وأسلوبه ورؤيته وصحافته، لذا نحتاج اليوم الى الكاتب الحصيف المدرك لابعاد أمته المخطط لمستقبل أرضه المتفاني في حب وطنه. وحتى نكون أمة متحضرة ذات طابع وصفة مميزة تميزنا عن غيرنا نحتاج بكل تأكيد الى توريث النبوغ الفكري خاصة في أجيالنا القادمة وهي نوع من التنفيس في مطالبهم مثل الحوار الوطني ونطالب معالي وزير الثقافة والاعلام وجميع هيئاتنا الصحافية المبادرة بالحرص على ادراك حاجة الوطن الى الشفافية والحرية الملتزمة بالأطر الخلقية والدينية والاجتماعية الداعية الى المطالبة بابداع الكاتب وخلق روح التسامي الفكري في اسلوبه ومعتقداته ومبادئه لخدمة تراث هذه الأمة وتقدير احتياجاتها الوطنية وهم قادرون على ذلك وهم أحرص ما يكون على وطنهم وسلامة صحافتهم والنهوض بكل ما يخدم الثقافة والشباب حتى يمكن أن نورثهم النقد البناء والحرية الفكرية والشجاعة الأدبية، ويساعد على ذلك النوادي الأدبية والمدرسية التي نطالبها دائما بدعوة الشباب إلى أخذ موقعه ومكانه وتشجيعه على الإنتاج والإبداع، وأن تكون له زاوية في كل صحيفة أو صفحة لانتاجهم الفكري وعلينا دفع الشباب الذين لديهم الاستعداد الفكري والأدبي وتساهم في ذلك وزارة الثقافة والاعلام متمنياً على المجتمع بأكمله المساهمة في زرع الثقة في عماد مستقبلنا ونواة حضارتنا واعطائهم الحرية وتنمية مهاراتهم اللغوية والحسية بالقراءة والاطلاع والكتابة والنقد الهادف والمشاركات الاعلامية. منقوووووووول
المفضلات