الأخ / الناصح
الإخوة المتحاورون

لا أحد يستطيع أن ينكر وجود بعض السلوكيات الغير مرغوبة والبعيدة عن منهجنا الإسلامي القويم سواء داخل المدرسة أو خارجها .
وما تطرق إليه الأخ الفاضل ( الناصح ) ليس مقصوراً على مدرسة بعينها بل هو عام على جميع المدارس سواء في ينبع أو في بقية الإدارات التعليمية ، وحتى أيضاً مراحل التعليم الثلاث .
وهذه الظاهرة أو المشكلة المنتشرة بين الشباب بصفة خاصة ( القزع ) لا تمت للمستوى الاقتصادي للأسرة بصلة بل هي منتشرة في جميع الطبقات ، وإن كانت واضحة جداً لدى بعض الفئات فهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى توفر الوسائل التي عن طريقها يتم التقليد أو الاقتداء وأقصد بذلك ( المحطات الفضائية ) .
وبما أنك عزيزي الناصح تضع اللوم على المدرسة والمعلمين لمحاربة هذه الظاهرة فأجيبك من وجهة نظري القاصرة والتي تحتمل الكثير من الخطأ والقليل من الصحة :

1- الطالب الذي يقوم بهذا السلوك لا تجده يجاهر به داخل المدرسة مما يؤدي إلى لفت الانتباه إليه بل تجده يضع غطاء على رأسه سواء أكان ( طاقية أو شماغ ) أمّا الطالب المجاهر فيسهل اكتشاف أمره مما يؤدي إلى إحالته لإدارة المدرسة بسرعة للبت في أمره .
2- الأسرة أولى بمتابعة أبنائها وبالتالي هي أولى بتوجيه اللوم إليها ، وحقيقة فإني استنكر وبشدة تجاهل دور الأسرة التام في كل ما يتعلق بأمر الطلاب وإلقاء المسئولية كاملة على المدرسة بل وحتى محاسبتها على ذلك وكأن المدرسة هي من أنجبت هؤلاء الطلاب .
3- بعض أولياء أمور الطلاب هداهم الله يعرف سلوك ابنه بل إنه يوافقه على فعلته وإذا استدعيته للمدرسة يقول: ( بأنها حرية شخصية ولا يلزم المدرسة سوى تعليم الولد أما تربيته فأنا مسئول عنها ) فماذا ترتجي من ولي الأمر هذا ؟!!
4- لم تضع تعليمات وزارة التربية والتعليم أي إجراء فعلي للحد من هذه الظواهر ، بل إنها ضيقت الإجراءات إلى أقصى حد ممكن وهو استدعاء ولي أمر الطالب .

هذا من ناحية ملاحظتك على ( القزع المنتشر بين الطلاب ) أمّا عن مساهمة الطالب وولي أمره للمدرسة بأي شكل كان فكل ما شاهدته في ثانوية الملك عبدالعزيز أو غيرها من مدارس ينبع لا يوازي ربع ما يقدمه أولياء الأمور في المناطق الأخرى لمدارس أبنائهم كواجب وطني وتطويري لمدينتهم في أهم مرفق حكومي مجاني لأنهم يدركون بأن هذه المدرسة سيتخرج منها أبنائهم جميعاً وهم بذلك يسعون لتهيئة جو مثالي للتعليم سواء للطلاب أم المعلمين فالفرق جلّي وواضح بين العيش في شقة تفتقر لأدنى مقومات الجمال المكاني وبين العيش في قصر تمتع به ناظريك أينما وقعا ، فالعامل النفسي هو الذي يحدد مدى الإنتاجية بعد مراقبة الله .

والجزء الأخير من ملاحظتك والذي أرى بأن البعض قد تهكم عليه هو صلب العملية التعليمية المتطورة والتي ينبغي أن يكون عليها تعليمنا ، فمثل ألعاب البلاي ستيشن تخاطب العقل بدون خطاب وهي أقصر الطرق لتحريك ما بنت عليه العناكب بيوتها من كثر إهمالنا له وهي تخاطب التفكير بأفضل الطرق من خلال السرعة في إيجاد الحلول والتفكير العميق في الخطوة القادمة وبذلك تكاد تكون قد تغلبت على مادة الرياضيات في تحريك العقل والتفكير ، ولا ننسى بأن حصص النشاط في المرحلة الثانوية تتطلب التغيير والتجديد والابتكار والابداع بما يعود على الطلاب بالنفع ولا ننسى أيضاً بأن هناك طلاباً لا يستطيعون شراء تلك الأجهزة فتوفرها لهم المدرسة التي أنهكها نهش الأفاكين لتقليل من حجمها .

تحياتي لك أخي الناصح ولأصحاب العقول الناصحة