تتناقل صناديق البريد الالكتروني هذه الايام رسالة يقال ان سجينا امنيا فلسطينيا قد ارسلها الي طلاب برنامج ستار اكاديمي الذي تبثه محطة LBC اللبنانية، وفيما يلي نورد النص الكامل للرسالة وبالرغم من عدم معرفتنا صاحب الرسالة، الذي وقعها باسم نمر شعبان من سجن عسقلان، فان ما جاء فيها يبين بوضوح الوضع المأساوي الذي يعيشه السجناء الامنيون الفلسطينيون، كما يظهر مدى عدم المبالاة والنسيان الذي اصبح من نصيب كل من هو خارج دائرة الضوء والثراء في العالم العربي، الذي يعاني من التفكك الاجتماعي والضعف السياسي علي ضوء انهيار القيم وضياع المبادئ.
[وفيما يلي نص رسالة الاسير السياسي شعبان الى برنامج ستار اكاديمي
الي طلاب ستار اكاديمي الاعزاء، انا طالب اكاديمية مثلكم، لست من الغرب انما من فلسطين، وبعد ان تابعتكم بشغف فتعرفت عليكم حتي العمق علي مدار الشهور القليلة الماضية، انتابني شعور بالواجب ان اكتب لكم لتبادل الخبرة والتجربة، ولا بأس من بعض المقارنة. فنحن، مثلكم، ننهض من النوم في ساعة محددة، نمارس الرياضة الصباحية في ساحة مغلقة، نأكل ونتعلم بشكل جماعي وحسب قوانين صارمة فرضت مسبقا... وهناك ايضا الكاميرات المزروعة في كل زاوية ـ مثل التي لديكم ـ لمتابعة حركتنا علي مدار اللحظة، ندخن ونأكل اقل منكم، ونرتب اسرتنا وننظف الصحون تماما مثلكم. ومع ذلك تبقي بعض الاختلافات البسيطة في التفاصيل والتي نود اطلاعكم عليها.
انتم حكمتم عي انفسكم بالبقاء اربعة شهور علي الاكثر، بينما نحن محكومون في هذه الاكاديميات منذ سنين طويلة، ومعظمنا لا يعرف متي سيخرج عائدا الي اهله واصدقائه، ربما بعد عام، ربما بعد عشرة او الي ما لا نهاية. انتم مركزون في اكاديمية واحدة، بينما نحن موزعون علي عدة اكاديميات: اكاديمية شطة والجلمة في الشمال، الرملة وهداريم والتلموند في الوسط، عسقلان والسبع ونفحة في الجنوب. وبالقدر الذي تكرهون ان يكون احدكم نومنيه فإننا نتمني ذلك، ونفرح عند خروج احدنا ونحسده ولا نتمني عودته.
وبدلا من الفوكاليز تعودت حناجرنا علي النشيد والتكبير الذي يعقبه رش الغاز ليستقر في حناجرنا وصدورنا. الحدث الابرز عندكم البرايم يوم الجمعة واما عندنا فكل الايام متشابهة، خصوصا بعد انقطاع زيارات الاهل منذ فترة طويلة، فبينما يستطيع ذووكم واصدقاؤكم ركوب الطائرات وقطع الاجواء والبحار لزيارتكم، لا يستطيع اهلنا واصدقاؤنا عبور جدار الفصل العنصري او حتي حاجز عسكري صغير لاشهر وسنوات.
واكد الاسير شعبان في رسالته انتم تحتفلون بفالنتاين، ونحن نحتفل بيوم الاسير، صحيح ان احتفالكم اكبر وجمهوره اوسع وشهرته اكثر، اما نحن فجمهورنا حاضر في الذاكرة لا علي المسرح. يقوم بزيارتكم الفنانون بينما يزورنا المحامون والصليب الاحمر، عندكم زعيم وعندما ممثل معتقل، عندكم الـ TOP 5 وعندنا لجنة حوار. قد تمنعون من الاتصال بالاهل او استلام الرسائل والهدايا كإجراء عقابي، اما نحن فممنوعون منها دون عقاب، ونعاقب بان نمنع من مشاهدة التلفاز او استخدام الادوات الكهربائية.. وقد يمتد العقاب لعدة اسابيع في زنزانة معتمة لا تتسع لشخص واحد. تقومون بتخفيف الوزن بواسطة الرجيم ونحن نقوم بذلك عن طريق الاضراب المفتوح عن الطعام.
عندما نخرج من الاكاديميات، يكون ذلك الي المحكمة العسكرية ليعود الواحد منا محملا بعشرات السنين التي ستتسبب حتما في تغيير اللوك ، او الي المستشفيات لنعود محملين بالألم. ان كانت اكاديميتكم برعاية نس كافيه والـ LBC فان اكاديميتنا برعاية ادارة السجون والشاباك والشرطة وكل اجهزة القمع التي لا تبخـــــل علينا بكـــــل جديد في مجال الابحاث النفسية والعقوبات الجسدية وتطبيقها بمناسبة وبدون مناسبة. تزعجكم الوحدة والملل وتناقص عددكم، بينما يقتلنا الاكتظاظ وتزايد اعدادنا التي اصبحت بالآلاف. نحرص مثلكم علي تعلم اللغات الا اننا نتعلم الفرنسية من غير معلم والانكليزية من غير معلم والعربية بعشرين معلم، هذا بالاضافة الي اللغة العبرية عملا بمبدأ (اعرف عدوك).
انتوا لمين بتغنوا، واحنا لمين بنضحي، انتوا بتغنوا النا واحنا بنضحي الكم، تصلكم رسائل SMS ونحن نرسل نداءات SOS، انتم توقعون اسماءكم للمعجبين والمعجبات، بينما نحن نوقع اسماءنا علي ورقة الامانات وعلي الجدران، ليتعرف علينا القادمون من بعدنا.
هذا غيض من فيض، فهناك الكثير من الامور لم احدثكم عنها، ولن انهي رسالتي قبل ان اطلعكم علي بعض الاخبار والمستجدات، فقد سرّعت اسرائيل من وتيرة بناء جدار الفصل العنصري الذي قطع اوصال الوطن، وتوالي سقوط المزيد من الشهداء، وحصل تبادل الاسري بين اسرائيل وحزب الله، اما نحن فلم نتخرج بعد من اكاديميتنا.. لمزيد من المعلومات اسألوا الاسري المحررين.
المفضلات