[ALIGN=JUSTIFY]أخي عين عجلان
ليتك دللتني على رسالة الدكتوراة هذه لأقرأها .. أما مداخلتي معك فستكون بخصوص قولك أن حاتم الطائي كان مسيحيا ، وكأنك تدعونا إلى عدم الفخر به ، ولكن الفخر جاء من كونه يتحلى بمكارم الأخلاق في المقام الأول ،ولكونه عربيا ..أما قبيلة طئ فالمعروف أنها قبيلة جاهلية ، جل أفرادها وثنيون وكانت لها أصنام معروفة كشأن كل العرب قبل الإسلام نذكر منها
. الفُلُسُ ..ونطقه البعض بـ الفَلَسْ :
كان انفه احمر وموقعه في وسط جبل أجا ..كأنه تمثال إنسان
.باجَر ..وقيل باجِر : كانوا يعبدونه الازد ومن جاورهم من طيء.
. عائم : يقول فيه زيد الخيل الطائي مقسما بالصنم:
تخبّر من لا قيت أن قد هزمتهم *** وماتدر ما سيماهم ، لا وعائم
والعديد من الاصنام مثل : يغوث ، رضى ،كثرى ،شمس ، العزى ، جذيمه وعمرو ،
. وكانوا ايضا يعبدون الكواكب مثل : سهيل ، وبعضهم عبد الثريا
ولكن هذا لا يمنع من إقرار الإسلام بكرم حاتم الطائي ، واستمرار ضرب المثل بكرمه . لأن كثيرا من العادات الجاهلية الحسنة أقرها الإسلام ، وأقر بعض الأفراد على بعض العادات وامتدحها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام " .
وعندما أسر الرسول صلى الله عليه وسلم سفانة ابنة حاتم الطائي قالت له إن أبي كان ينفق كل ما لديه للضيوف والمحتاجين ، حتى لو كلفه ذلك جوع أهله وولده ، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا جارية ، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك مسلما لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يحِب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق )
أرأيت ياأخي ( عين عجلان ) ـ قال المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه صفة المؤمن حقا ولم يمنعه من الترحم عليه إلا عدم الإسلام ولم يقل أن أباك كان مسيحيا أو وثنيا .
وظهرت حكمة سفانة وسداد رأيها عندما سألها أخوها عدي بن حاتم رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت :أرى والله أن تلحق به سريعا ً فإن يكن نبيا ً فللسابق إليه فضله وإن يكن ملكا ً فلن تذل عنده وأنت أنت فقدم المدينة من غير أمان ولا كتاب فدخل على الرسول المسجد فلما عرفه أخذه إلى بيته فتناول وسادة من أدم محشوّة ليفا ً فألقاها إلى عدي وقال اجلس على هذه فاستحي منه وقال :بل أنت تجلس عليها فقال الرسول : بل أنت 0 فامتثل وجلس عليها وجلس النبي على الأرض إذ لم يكن في البيت سواها.
وهذا الاستقبال وهذه الحفاوة من المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل عدي في الإسلام ، ولكن تقديرا لمكارم أخلاق والده ،وعندما أسلم كان من أكثر الصحابة حبا للرسول الكريم .

أخي
الكرم صفة من الصفات المتأصلة في العرب ، وهي مما يمتدحون به ، بغض النظر عن أسبابها ودوافعها ، ولكننا نعلم أن كل مرتبط بسبب يزول ، وأن الصفة لا تطلق على الرجل إلا إذا كانت عادة لا استثناء[/ALIGN]