[ALIGN=CENTER]الأستاذ القدير والمربي الفاضل / أبو رامي

تحية عطرة لشخصكم الكريم ، وقد أسعدني مرورك على موضوعي وتشجيعك لي كعادتك مع من هم مثلي .
أستاذي العزيز .... الإخوة الأعزاء جميعاً
كانت هذه الفكرة تدور في رأسي قبيل شهر رمضان المنصرم وذلك بعد أن إطلعت على موضوع في مجلة المعرفة يدور حول شجون المعلمين وحديثهم في غرفتهم ، حيث أثبتت الدراسات أن 90 % من حديث المعلمين يدور حول الأحداث الجارية و 7 % حول الأمور الاقتصادية و 2 % حول إدارة المدرسة و 1 % حول تطوير العمل التربوي والتعليمي ، فقلت في نفسي لماذا لا أجبر المعلمين عن الحديث حول الأمور التربوية والتعليمية بطريقة تجعلني كبش فداء في سبيل المصلحة العامة فكانت هذه السلسلة من المقالات المختومة بسؤال استفامي وحث للمعلمين على الإدلاء بآرائهم حول القضية المطروحة .[/ALIGN]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ALIGN=CENTER]إن رسالة التعليم لا تعني أن يقوم المعلم بنقل ما في الكتاب المدرسي للطلاب حتى إذا أزفت نهاية أخر حصة في اليوم الدراسي كان ذلك أخر عهد للمعلم برسالته ، بل إنها يجب أن تكون قضية كل من له علاقة بالتعليم تخطيطاً وتنفيذاً وتقييماً وتقويماً ، ومن ذلك حل المشاكل ذات الصلة بتلك الرسالة والاستفادة من المصادر والمراجع والمواقف اليومية والخبرات المكتسبة وتبادلها بين الزملاء لتعود بالنفع والفائدة للدين والوطن والمجتمع من خلال تعميق المفاهيم والمعلومات ومخاطبة عقول وشعور أبنائنا الطلاب .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]بيني ... وبين الأستاذ محمود عبدالجليل [/ALIGN]


[ALIGN=JUSTIFY]إن الحوار مع أستاذ فاضل وقدير أكتسب خبرة عريضة ودراية واسعة بحجم الأستاذ محمود عبد الجليل حوار لا يمل ولا يكل ، فقد تطرقنا أثناء حديثنا في غرفة المعلمين عن الأبعاد التربوية لإخراج الطالب من حجرة الدراسة بغرض تأديبه كعقاب له على سوء سلوك أو تأخر عن دخول الحصة أو نحو ذلك ، فبينما كنت مؤيداً لتلك الطريقة على أنها من أنجع الطرق لكبح جماح الطالب المهمل الغير مبالي بذلك التصرف إذ بالأستاذ محمود يرفع راية الاختلاف في وجهة نظره مبيناً أن تلك الطريقة لا تمت للتربية بصلة ، وأن من يتخذها وسيلةً له يعتبر قليل الخبرة لا يسعى لمصلحة الطالب بقدر ما يسعى لراحته أثناء عملية تدريسه لمنهجه ، ولا أخفيكم سراً بأني في تلك اللحظة تحديداً تعصبت لفكرتي ليس لأنه ذكر بأن من يتخذها قليل الخبرة وليس لأنه خالفني الرأي ولكن تلك هي طريقتي التي سلكتها منذ فترة طويلة ولم أسعى في يومٍ ما لأن أغيرها ، فبادرته السؤال ... كيف ذلك يا أستاذ محمود ؟!!
وبكل أريحية وسعة صدر أجاب الأستاذ محمود ... بأن ذلك التصرف يسئ لسمعة المعلم من خلال تنقل الطالب بين ردهات المدرسة وحجراتها فيلقاه المعلم والوكيل والمدير ويسأله .. لماذا أنت هنا ؟ ويجيبه على الفور بأن ذلك المعلم أخرجه من فصله ، هذا فضلاً عن التصرفات السيئة التي قد يفعلها ذلك الطالب من تشويش على حصة زميل لك بطرقه باب الفصل أو القيام بأعمال تخريبية في المدرسة وممتلكاتها أو حتى الهروب من المدرسة في ظل انشغال الإدارة بأعمالها والمعلمين بحصصهم ، أضف إلى ذلك أن هذا الطالب لا يعرف مصلحته جيداً بحكم بلوغه مرحلة المراهقة وأنت تعلم بتصرفات من يصلون لهذه المرحلة ولذلك ستحرمه بطريقة غير مباشرة من تلقي معلومة ينتفع بها أو حتى مفهوماً بسيطاً ولكنه سيبقى غامضاً لديه لأنك وضحت ذلك المفهوم لزملائه أثناء غيابه عن الحصة .
ولا تنسى بأن جميع الطلاب سيعرفون طريقتك وسيتعمدون إغاضتك والتحرش بك بنفس أسلوب ذلك الطالب لأنهم يدركون تصرفك وهو إخراجهم من الفصل لحاجة في نفوسهم قد تكون ما ذكرنا سابقاً وقد تكون أمراً أخر حتى ولو تناول السجائر في دورات المياه أثناء حصتك والفضل في ذلك يعود لتصرفك وطريقتك والتي أنصحك بأن تجرب غيرها ولو لفترة بسيطة كسجل متابعة الطلاب أو حل المشكلة داخل الفصل ودون تدخل من أحد .
وبعد كل ما ذكره الأستاذ محمود عن سلبيات تلك الطريقة ما زلت متردداً في تغييرها ، فقلت في نفسي لماذا لا أشرك معي اخوتي المعلمين ليدلوني إن كنت على صواب أم خطأ ، وهل هذه السلبيات فعلاً تحدث أثناء إخراجي الطالب من فصله ؟ !!!
[/ALIGN]