[ALIGN=CENTER]الحلقة الرابعة[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]عندما بدأت الكتابة في هذا الشأن لم يدر في خلدي أن ما كتبته سوف يصل إلى هذه (المواصيل ) فقد كان رأيا عابرا أو قل أمنية خاصة تمنيتها على هامش انتخابات الغرفة التجارية رأيت أنها لغيري ليست ذات بال ، و كان يمكن لها أن تموت في مهدها لو تركت هكذا دون تعقيب ، فالأمر لا يعدو كونه أمنية خاصة قد تتحقق أو لا تتحقق وكل إنسان حر في أمنياته .
ولكن ما ثار حولها من ردود وما تلاها من تعقيبات هو الذي كتب لها الدوام والاستمرار ، وهكذا هم الناجحون من الرجال في كل زمان ومكان يصنعون الأحداث وينامون ملء جفونهم ليسهر الخلق في نقاش حولهم ويختصمون .
وقد برز من خلال هذه الردود مؤيد بقوة ومعارض بقوة وبين بين ، وأنا أدين بالفضل للجميع و أتقدم بالشكر للجميع ، فالمؤيد أحمد له منح ثقته لي وعدم اعتراضه أمنيتي ، والمعارض أحمد له إتاحة الفرصة لتوضيح مواطن الاختلاف ، وجلاء بعض الغموض وإزالة اللبس بما لا يفسد للود قضية ، والبين بين أحمد له طيب السجية في حسن التأني و الروية .
وفئة أخرى باتت تعمل في الخفاء وترسل لي رسائل التهديد والشتم والوعيد ، وأصحابها هم أجبن الخلق ، فالذي يختبئ تحت ستار ويكتب باسم مستعار ، ولا تواتيه الشجاعة ليكتب رأيا مخالفا أو يذكر اعتراضا يراه وجيها ، غير جدير بأن أقيم له وزنا ، وإذا ظنوا أنهم بتصرفهم هذا يخدمون المجموعة الأخرى التي أكن لأفرادها كل حب وتقدير ، ولم أتعرض أيا منهم بسوء فإنهم واهمون ، وأنا متيقن أنهم لا يمثلون هذه المجموعة بأي حال بل أنهم يسيؤن إليها وأن أول من يلفظهم ويتبرأ من تصرفاتهم هم رجال هذه المجموعة ، الذين وهبوا أنفسهم لخدمة بلدهم من خلال هذا المجال ، ولا يضيرهم من عارضهم بأي حال من الأحوال .
أعود بعد هذه المقدمة لبداية السرد لأركز على بعض المؤشرات التي رصدتها للأستاذ عبد الكريم الحمدي من خلال هذه العلاقة . وهي مؤشرات تدل على صفات شخصية ( أخلاقية ) تدفع مكتشفها إلى الإعجاب بصاحبها أيا كان .
المؤشر الأول
قدرة الأستاذ الحمدي على لفت الأنظار ، وتمكنه من الحوار ، وإدارة دفة الحديث بالشكل الذي يشد فيه انتباه السامعين بكل اقتدار ، يجعله من أكفأ من يتسنم ذروة منصب يتطلب عقد المؤتمرات والندوات وإجراء الحوارات والمقابلات ، وعرض ما يحتاجه البلد من مطالب واحتياجات .
المؤشر الثاني
الوفاء ، وهي صفة من أنبل الصفات التي امتدحها العرب قديما وحديثا . وما أحوج الناس إليهاالآن ، لأنها من الشيم التي عز وجودها في هذا الزمن ، وقد امتدح الله عز وجل بها نبيه إبراهيم عندما قال : ( وإبراهيم الذي وفى ) .
وقد تجلت صورة الوفاء بأسمى معانيها في شخصية الأستاذ عبد الكريم الحمدي إضافة إلى ما رصدته في المؤشر من وفائه لأستاذه أبو سفيان واعترافه له بالجميل .. تجلت هذه الصفة أيضا في حفل توديع رئيس بلدية ينبع السابق الدكتور عبد العزيز العمار في ليلة مشهودة ما زالت تذكر له فتشكر ، فما الذي يدفع الحمدي للقيام بهذا التكريم إن لم يكن هو الوفاء والوفاء فقط .. إذ أن المصلحة الشخصية التي قد ينظر البعض أنها مرجوة من رجل انتقل عن البلد بعد أن خدمها بإخلاص وحماس خلال عشر سنوات متواليه قد انتفت . ولكنها شيمة الوفاء التي تأبى إلا أن تظهر عندما يحين أوانها .
المؤشر الثالث
الكرم والكرم من الأخلاق التي عرفها أصحاب النفوس الكبيرة فأكدوها في تعاملاتهم ومدحوا بها ساداتهم وجعلوها دليل الرفعة والفخار وقالت الحكماء أن الكرم أصل المحاسن وهي صفة من أبرز الصفات التي ظهرت في المجتمع العربي حتى بات بعض من يشتهر بها مضرب المثل كما هو شأن حاتم الطائي .
وصفة الكرم في شخصية الأستاذ عبد الكريم لا تحتاج إلى تأكيد لمن يعرف الرجل ويعرف داره المفتوحة للزائرين والضيوف والجيران على الدوام ، ومن لا يعرفه فهو بلا شك قد سمع عنه وقال لي ذلك الكثير .
وسأتجاوز ما أقامه الحمدي من مآدب ضخمة لضيوف ينبع وزوارها في مناسبات مختلفة إلى الدليل القريب المشاهد وهو حفل الاستقبال المبهر الذي أقامه لضيف ينبع رئيس بلديتها الجديد المهندس عبد العالي الشيخ بما يؤكد أن هذه الصفة تأتي طبيعة لا تكلفا ، ومابين توديع الرئيس القديم واستقبال الرئيس الجديد تتجلى صفتا الوفاء والكرم بأجمل مظاهرهما .
المؤشر الرابع
التواضع والتواضع خُلُقٍ كريم يستهوي القلوب ويستثير الإعجاب والتقدير، ولهذا نرى أن الله تعالى أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل : "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" وقال عنه الشاعر
[ALIGN=CENTER]تواضع تكن كالنجم لاح لناظر......على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخــــان يعلو بنفسه......الى طبقات الجــو وهو وضيع[/ALIGN]
وهذا الخلق في شخصية عبد الكريم لا ينكره منكر ولا يماري فيه ممار، ويظهر جليا في جميع تصرفاته ، في حديثه ، وفي استقباله ، وفي بشره وفي طلاقة وجهه ، لا يزوره زائر ألا ويتلقاه بالبشر والحفاوة قبل أن يدخل الدار ويودعه بمثلها إلى أن يصل إلى سيارته
وهو بهذه الصفة وبالصفة التي قبلها قد جمع الخير من أطرافه صفة يحبها الله وهي الكرم وصفة يحبها الخلق وهي التواضع وحسبك بهاتين الصفتين .
المؤشر الخامس
صفة الاحترام ، وهي من صفات المسلم التي قال عنها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا) ومن الخلال الحميدة التي تدل على نقاء السريرة وترفع صاحبها في عيون الناس
المؤشر السادس
الإيثار ونكران الذات وقد اكتشفته اليوم من خلال اللقاء الذي أجراه معه أستاذنا أبو سفيان مساء أمس فلم أقرأ له إلا قول
)إنجازات الغرفة التجارية الصناعية بينبع لم تكن لعبد الكريم الحمدي وحـده) ،( الإنجازات تحسب لمجلس الإدارة بأعضائه الفاعلين والمشاركين ولغيرهم من الجنود المجهولين ) ، (كنا دائما في غرفة ينــبع حريصين على المشاركه والتواجد في العديد من المناسبات باسم الغرفة وأعضاء مجلسها الموقـر )
لغة راقية بعيدة عن الأنا وحب الذات ، لا يستغرب بعدها أن استولي على القلوب

وفي الختام فإن ما ذكرته ، هي طباع بشرية أخلاقية يهبها الله لمن يشاء من عباده ، تأتي سجية لا تكلفا ، ويمكن أن يدركها غير الراصد لها عرضا ، فمن عرفها عنه وذكرها فإن ذلك من باب إشاعة الفضائل ، ومن لم يعرفها فلا يلومن قائلها إلا بعد أن يسأل عنها .[/ALIGN]



[ALIGN=CENTER]يتبع[/ALIGN]