[ALIGN=CENTER]الحلقة الثالثة[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]أخي مسعود
أسعدتني بسؤالك
أخي هواك عناد
ليس من سمع كمن رأي ، وما المسؤول بأعلم من السائل القريب من هذه الشخصية العظيمة [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]ـــــــــــــــــــــــ[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]في كل ما سبق من استعراض لم تكن لي علاقة مباشرة مع الأستاذ عبد الكريم الحمدي ، ولم يكن هناك لقاء إلا ما كان من أمر لقائي به ضمن اجتماع لجنة أصدقاء التراث ، وهو اجتماع غير كاف لرجل أعمال يعج برنامجه بالعديد من الاجتماعات واللقاءات والمقابلات بأن يتذكرني أو يتذكر حتى اللقاء الذي جمعني به ، أما أنا فقد تكونت في ذهني من خلال المؤشرات التي رصدتها عن الرجل صورة تقترب من المثالية ، وتشجع الإنسان على أن يقترب منه أكثر لولا هذا النفور الذي يعتريني بناء على التصورات التي شرحت لكم أسبابها ودوافعها .
في هذه الأثناء قام قريبي الذي ذكرت لكم أنني ذهبت معه إلى ينبع النخل في أول رؤية لي للأستاذ عبد الكريم قام ببيع قطعة أرض على الأستاذ عبد الكريم ، فدعاه للعشاء كما هي عادته مع كل من يتعامل معه ، وطلب منه أن أحضر معه ( هكذا قال لي قريبي ) ـ لم أصدق في بادئ الأمر وعزوت ذلك إلى رغبة قريبي في أن يصطحبني معه بأي شكل فالرجل لا يعرفني ولا يمكن أن يخصني بدعوة ولذلك سألت قريبي :
هل قال لك ذلك ؟ قال إي والله ..
قلت : وهل ذكرني بالاسم ؟ قال نعم وأصر على أن تحضر معي !!
فذهبت معه أقدم رجلا وأؤخر أخرى ، حتى التقينا الأستاذ عبد الكريم الحمدي عند باب الدار فوجدت من حسن استقباله وحرارة لقائه ما بعث في نفسي الطمأنينة وأذهب عني الوجل .. وعرفت فيما بعد أن هذه هي طبيعته في استقبال كل من يزوره صغيرا أو كبيرا غنيا أو فقيرا ،لا فرق .. وكان هذا مؤشرا يدل على صفة المعروف التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .
وأراني في غنى عن ذكر ما لمسته خلال هذه الدعوة من مظاهر الحفاوة والإكرام التي لا تخفى على فطنتكم ..
ولكن الذي لفت نظري كثيرا هو تقديره واحترامه لرجل فاضل لا يقل عنه أدبا وحسن سمت لولا مقاربته إياه في السن لقلت أنه أبوه ، فعرفت أنه أخوه عوض قيل لي هو أكبر منه سنا ، وهو شريكه ، وهو يقدره ويحترمه ويستشيره في كل الأمور ويقدم اسمه على اسمه وكان هذا الاحترام مؤشرا يضاف إلى كثير من المؤشرات التي تدل على حسن الخلق وكريم الفعال.
وعندما شكرنا مضيفنا وأردنا توديعه أصر على دعوتنا للعشاء في الليلة القادمة ، ولم تفلح كل المحاولات للتملص .. وقال هذه الدعوة لقريبك والقادمة لك !! وقبلت فلا يأبى الكرامة إلا لئم .

[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]يتبع[/ALIGN]