السباحة والرماية
من المفيد أن نعلم أبنائنا السباحة والرماية على أنواع الأسلحة الفردية فإننا أمة مجاهدة محاصرة من أعدائها من كل جانب وقد زرع في قلبها عدو خطير لا تنتهي طموحاته إلا بالاستيلاء على الأرض والقضاء على السكان واستثمار خيرات البلاد ويجب أن يكون أبناؤنا ذوي أجساد قوية قادرة على تحمل أعباء الجهاد والدفاع عن النفس والأهل والعرض والمال والأرض. ولقد أثبتت التجارب أنه مهما تطورت الأسلحة الحديثة فإن الحرب تبقى معتمدة اعتماداً رئيسياً على الإنسان المقاتل فالجندي هو دعامة الجيش والحرب. لقد كانت النظرة إلى عهد تقوم على أن الرياضة أمر كمالي وليس ضرورياً وأن الإنسان الجاد هو الذي يلتفت إلى شؤونه الخاصة معرضاً عن إضاعة وقته في ألعاب كان ينظر إليها على أنها لهو وتسلية. ولكن هذه النظرة تطورت و أصبحت شيئاً آخر فقد استقر في النفوس أن الرياضة سبيل الجسم وتنشيط الجسم والدماغ ووسيلة للتعاون و التنسيق بين عناصر يجمعها هدف واحد لذلك زادت العناية بالرياضة وفنونها.
ولا يخفى أن اهتمام أبنائنا بالرياضة وانشغالهم بها مما يقوي الابن ويقربه من صفة الرجل المسلم القوي والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). ومن المعروف أن الانتساب إلى أحد الأندية الرياضية ينمي الحس الاجتماعي لدى الشاب. ويجعله مستعدا للتعاون مع الآخرين والارتباط بالأنظمة والقوانين منضبطاً في سلوكه وتصرفه فضلاً عن الانتظام في مواعيد التدريب والتمرين تحت أشراف مباشر من مدربي النادي فيجعل ذلك الغاية أقرب والأمور أكثر إيجابية. لكن لابد من التنبيه هنا الى أمر له خطورته فإن الرياضة وتمارينها هي كالملح فإذا نقص أو زاد أفسد الطعام. فأننا أحياناً نرى بعض الشباب مبالغين في الانغماس بالرياضة وتمريناتها حتى تسيطر على كل ذرة من سلوكياتهم وتدفعهم إلى إهمال شؤونهم الخاصة وشؤون أهليهم فتضعف دراستهم من أجل الرياضة ويقل اهتمامهم بتلبية حاجات أسرهم لانشغالهم بتمرينات الرياضة ومبارياتها. ومن الحق أن نقول: إن المبالغة في الاهتمام بالرياضة ومباراتها قد اصبح بلاء وكارثة في بعض البلاد العربية والإسلامية فترى دولة من الدول الفقيرة أو تعاني نقصاً خطيراً من الخدمات العامة كالكهرباء أو الماء أو العناية الصحية أو التربوية أو الدراسية ومع ذلك فهي لا تبخل على الرياضة ومنتدياتها وملاعبها ومبارياتها ومهرجاناتها الخ.. تنفق عليها بسخاء أن لم نقل بإسراف ناسية الواجبات الأساسية نحو شعبها ونحن لا نريد أن نتحرى الأسباب الداعية فليس هذا البحث مخصص لذلك وإنما هي ملاحظة تهمنا في تربية أبنائنا. أن سمة من سمات الشخصية الإسلامية هي الوسطية والتوازن فأين نحن من هذا؟؟
انتبه: عليك باختيار النادي المضمون الجيد الذي يتصف بحسن أخلاق القائمين عليه والمشاركين فيه لا أن يطلق الأب يد ولده في أي ناد. درب ابنك الى جانب الرياضة على العمل والكسب.
لا للقسوة
لقد جرت عادة كثير من الآباء أن يعاملوا أبناءهم بقسوة وغلظة عامدين إلى الضرب باليد أو العصا ظانين أن هذه هي الطريقة المثلى في تربية الورد ونحن نمنع الضرب مطلقاً فذاك أمر قد يضطر إليه الأبوان في تربية البناء ولكن أن نجعل ذلك ديدناً لنا فلا يكاد الولد يتحرك يمنة أو يسرة حتى تكون الصفعة على خده أو العصا على جنبه فذاك أمر ضار ويعطي نتائج عكسية سيئة. إن الضرب الشديد أو المبرح أو الدائم يحطم شخصية الولد فيجعله خائفاً أو مرعوباً أو مهزوزاً الشخصية أو أنه يدفعه إلى اللامبالاة حيث قد تعود على الضرب فلم يعد يخافه أو يخشاه. إن الأبوين يستطيعان عن طريق التهديد مرة والترغيب مرة أخرى والترهيب ثالثة: أن يصلا إلى ما يريدان من تقديم ما اعوج من سلوك أبنائهما ولكن الضرب في هذه المرحلة يكون أمراً خطيراً جداً لأن شخصية الولد ذكراً كان أو أنثى قد تكونت إلى حد بعيد وبدأت دعامات معالمهما علماً بأن الشاب أو الفتاة في هذا السن يرى انفسمها أجمل وأفهم وأكثر الناس حكمة وإصابة وكثيراً ما يصاب أحدهما بتصلب الرأي والاعتداد بالشخصية حتى يبدو عسيراً جداً إقناعه بخلاف رأيه أو خطأ فكرة. وفي مثل هذه المرحلة الحرجة الدقيقة من حياة الشاب أو الشابة يصبح الضرب خطيراً أو قد يدفع ذلك إلى نشوز الولد أو فجوره في وجه والدية أو خروجه من المألوف في السلوك وقد يعمد الشاب أو الشابة إلى هجر البيت والخروج عنه ويصبح متشرداً فتصبح القضية أشد تعقيداً ولا سيما ونحن في مجتمع قد تفككت فيه الأواصر وتحول كثير من أعضائه إلى ذئاب مفترسة كاسرة. ويصبح الأمر أشد خطورة إذا نشر الفتى أو الفتاة فتلقفتهما يد مديري الجريمة أو السرقة أو الانحراف أو الدعارة فالخسارة لا توازيها خسارة على الإطلاق.
ما العمل؟؟
إن الولد في هذه الفترة من الحياة يجب أن يعامل برقة كبيرة وباحتراز شديد حيث يكون في مرتبة بين مرتبتي الأخ والابن فمرة نعطيه من العطف والحنان ما يعطي الابن ويحتاج ومرة نعامله معاملة الصديق والأخ محترمين شخصيته وآراءه وأفكاره.وفيما يتعلق بالضرب فإن الولد في هذه الفترة قد ينمو عنده حب التسلط فترى الشاب يعمد إلى توجيه أخوته وفرض آرائه عليهم وقد تمتد يده إليهم فيضربهم وكذا نرى البنت قد تضرب أخوتها الصغار وذلك أمر ليس حسناً لأنه يفسد العلاقة بين الاخوة ويبث العداوة والكراهية، وتثير الشحناء في البيت والتخاصم. ويبدو الأمر اخطر حين يتهرب أحد الوالدين من المسؤولية فيوكل الابن بالسلطة الممنوحة له وقد يفسرها تفسيراً خاطئاً وتكون تصرفاته نابعة من ثقة يحسها في نفسه لكن التطبيق يأتي خاطئاً في كثير من الأمور.