بين الحب والخوف والرهبة والرغبة
هذه قضية هامة جداً فأن كثيراً من الأهل يظنون أنفسهم يحسنون صنعاً حين يعمدون إلى ترهيب أولادهم فإذا صنع الولد أمراً قالوا له: إن الله يحرقك في جهنم.. وغيرها من الجمل.. ويكررون تلك الجمل كلما أرادوا توجيهه.
احذروا: إن المسلم يجب أن يعيش بين الحب والخوف والرغبة والرهبة فلا يصح أن نقدم من صفات الله تعالى أنه شديد العقاب وننسى صفة الغفور الحليم والرحيم وأنه لمن المفضل أن نقول للولد: إذا صدقت فأن الله يدخلك الجنة التي هي خير مرتع حيث يحظى الإنسان بكل ما يشاء ويريد من نعيم فهناك المكان الرغيد والعيش الهانئ وأساور الذهب والفضة وملابس السندس والإستبرق وأنهار العسل واللبن... الخ. وإذا كذبت فأن الله سيدخلك ناراً حامية، تشوى الوجوه وتحرق الأجساد وتوقد بالحجارة والبشر... الخ.
إن تربية الطفل منذ صغره على حب الله تعالى الذي أنعم على عباده بما آتاهم من دين ينظم حياتهم ونعم يعيشون بها من عيون ينظرون بها وآذان يسمعون بها وأيد يستعملونها في معاشهم وأرجل يمشون بها ولسان يتذوقونه به... الخ. ومن هذا الحب يجب أن تنطلق الطاعة لله لأنه جدير بها فهو الخالق المربي والمتفضل والمنعم ومن الطاعة يحظى الإنسان بالسعادة في الدنيا وبالسعادة في الآخرة ومن المعصية يعاقب الإنسان بسوء الحياة في الدنيا وبعظيم العقاب في الآخرة.