[ALIGN=CENTER]وماذا نعــرف عـن الشاعر الفذ / بـيـرم التونســي [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]ولد محمود بيرم التونسي بحي الانفوشي بالاسكندرية في 23 مارس 1893 من اسرة تونسية حديثة العهد بالاستقرار في مدينة الاسكندرية، اذ يعود ذلك الى النصف الاول من القرن التاسع عشر، حين اقام جده مصطفى بيرم بهذه المدينة لما كان عائدا الى بلاده بعد اداء فريضة الحج ثم اقترن بفتاة مصرية من اسرة ميسورة الحال وانخرط مع اهلها في مهنة صناعة النسيج التي كانت تتعاطاها هذه الأسرة وراق له المقام فواصل حياته دون ان يفكر في العودة الى تونس.
فانخرط في عالم الثقافة داخل الاندية الادبية بالاسكندرية ومع الخطباء والشعراء ومن هنا ارتبط بمصير طلاب الحرية، فنشر انتاجه الادبي بجرائد (الاهالي) و (النجاح) و (الشباب) من 1916 وحتى 1919 وكانت كلها قصائد شعرية بالفصحى تدين الاستعمار وتندد به، لكنها لم تلفت نظر احد حتى نشر قصيدة (المجلس البلدي) الساخرة في الصفحة الاولى من جريدة الاهالي، ومن هنا ادرك بيرم ان المبدع يجب ان يكتب عن هموم الناس حتى يصل اليهم وتدريجيا ادرك ان سبيل الوصول الى الوجدان الشعبي هو مخاطبته باللغة التي يفهمها ويتداولها في حياته ومجتمعه ومن هنا انطلق في مشواره مع شعر العامية.

لكن بيرم كان قد كسب عداء السلطات الاستعمارية الفرنسية في تونس والتي بدورها امتدت الى سوريا وكذلك عداء الملك فاروق والسلطات الاستعمارية الانجليزية في مصر مما جعلهم يتكاتفون عليه لنفيه بعيدا عن الارض العربية كلها، فكانت السنغال هي المنفى الذي وقع الاختيار عليه لوجوده تحت الاحتلال الفرنسي .. ولكن وهو في طريقه اليها مر على ميناء بورسعيد ففر هاربا وتسلل الى القاهرة مختبئا الى ان تمكن المعجبون بأدبه واصدقاؤه من اقناع الملك فاروق بالعفو عنه، فواصل حياته في مصر دون ان يمنح الجنسية المصرية الا في عام 1954 من قادة ثورة يوليو 1952 وظل يواصل نشاطه وعطاءه الابداعي حتى وفاته في شهر يناير عام 1961.
وهكذا كانت حياة بيرم التونسي سلسلة من النضالات والمغامرات التي كلفته عشرين عاما من المنفى والعذاب والاغتراب. [/ALIGN]