التربية الاجتماعية
لا يمكن فصل التربية التربوية عن الاجتماعية لأنهما يكملان بعض ولكن هناك أمور يجب التدقيق فيها:
على الأمهات عدم المبالغة في الدلال وأن تكف لسانها عن الألفاظ التي فيها مبالغة كبيرة في تدليل الأبناء لأن الطفل أصبح أوسع أدركاً ومعرفة للأمور ويجب أن يشعر بشيء من الاستقلال كما يجب أن نسير به نحو نمو شخصيته وسيرها نحو الكمال. لا يصح أن تعمد الأم إلى إشراك ولدها معها في سريرها بل يجب أن يكون له سرير منفرد في غرفة منفردة.. وحري بها إلا يدفعها بكاء الطفل أو تعلقه بها الى اللين ففي هذه المرحلة تترسخ في نفس الولد كثير من العادات ولاسيما عادات الخوف والجبن فإنه وبشكل عادي تماما يجب أن تترك الأم فرصة لولدها كي يتجول في البيت وأضواء بعض الغرف مطفأة كما أنه يجب ألا يترك له الضوء موقداً إذا أراد النوم بل يضجع في سريره ويغطي بغطائه ثم تطفأ الأضواء وتخرج الأم من الغرفة.
الكثير من الأمهات لا تتورع بالدعاء على أبنائها بشتى أنواع الدعاء الذي تقشعر له الأبدان من موت ودهس وتقطيع وإصابة بالسل والشلل!! وتسهو أمثال هذه الأمهات عن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نهانا أن ندعو على أنفسنا أو على أولادنا لا يصادف ذلك ساعة إجابة من الله عز وجل فيحل البلاء على الأم أو الولد.
الكثير من الأبناء يخرجون للعب مع رفقاءهم أو أقرانهم ونحن لا نمنعهم من ذلك ولكننا نخشى أن يتعلم الولد من هذه المخالطة الكلمات البذيئة أو الأفعال الذميمة التي تسئ إليه ونحن هنا بين تفريط وإفراط فلا نمنع الولد منعاً باتاً ولا نترك له الحبل على الغارب بل يحسن أن نختار له أوقاتاً للعب وأن نختار له رفاقاً للعب وأن نختار له أنواعاً للعب فيتم ذلك كله تحت أشرافنا. كان بودنا لو نقول: اهبطوا الى مستوى أولادكم والعبوا معهم.. ولكن لكي نكون واقعيين فليس كل واحد منا مهيئاً لهذه الحالة.. وإنما نقول للآباء: حافظوا على مستوى أولادكم إذا لعبوا حتى لا يؤذي بعضهم بعضاً في أجسادهم أو أخلاقهم أو ألفاظهم. ولعل من أفضل الألعاب التي يمكن أن نعلم أولادنا عليها في هذه السن هي السباحة وذاك أمر يجب أن يتم بإشرافنا الكامل.. أو بأشراف المؤهلين لذلك ولكن لصحبة الوالد وتعليمه طعماً خاص لا يدركه إلا متذوقه.. فإذا ذهبنا في الأسبوع مرة أو في الأسبوعين إلى المسبح وأخذنا أولادنا معنا وأشرفنا عليهم فأننا نكون قد أدينا إليهم خدمة كبيرة مع اطمئناننا عليهم طمأنينة كبيرة.
على الوالدين أن يقيموا علاقات متوازنة مع أبنائهم وبين أبنائهم وهذا يقتضي: العدل فيما بينهم فلا يفضل واحد من الأولاد على الآخر سواء أكان ذكراً أم أنثى والعدل هذا أساس من أسس التعامل مع الأولاد في الإسلام. أن شعور الولد انه مفضل لدى أبوية أو أحدهما على أخوته يجره إلى الاستكبار على أخوته وسوء التعامل معهم والتشوف عليهم كما أن هذا التصرف من الأبوين يزرع العداوة بين الأولاد حيث يحس المفضل عليه بالغبن والظلم ويرى في أخيه المفضل ظالماً له ولما كان الله قد أقام أركان السماوات والأرض على العدل فقد زرع فكرة العدالة في نفوس الناس الأمر الذي دفع إلى إقامة المحاكم وتفريع المبادئ والقوانين وإقامة العقوبات والسجون وحين يرى الولد أخاه أو أخته ظالماً له فإنه يحس بالكراهية نحوه وتنمو هذه الكراهية مع الزمن وتكون وسيلة لحصول الخلافات بين الأخوة فتنقطع أواصر المحبة وتقطع الرحم وتتفكك الأسر وتنهار.
أزرع الأخلاق الحميدة في نفوس الأولاد من صدق ومحبة وأثره وإخلاص وأمانة وكرم، في سبيل ذلك يجب تدريب الأولاد على هذه الخصال فلا يجوز لأحد من الأبوين أن يكذب على أحد من أولاده مهما كانت الحال بل يجب أن يفهمه أن الصدق صفة هامة من صفات المؤمن وأنه لا يكذب ويجب أن نحمل الجرأة الملائمة لنقول بما نعتقد دون كذب أو مواربة أو نفاق أو نصمت إذا كنا لا نريد أن نفصح عن آرائنا ولا نغالي إذا قلنا إن خصلة الصدق تدخل في كل سلوك الإنسان لذلك كان الحرص على تعليم أبنائنا الصدق من الأمور الضرورية.