[ALIGN=CENTER]ينبع في العهد النبوي : ( على نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم) :
من أولى الأحداث التي ارتبطت بينبع في هذا العهد المبارك (غزوة ودّان) التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث خرج غازياً في شهر صفر حتى بلغ ودَّان وهي بجوار الأبواء ، يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانه فوادعته فيها بني ضمرة ، ووادعه مخشي بن عمرو الضمري ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيداً ، وهي أول غزوة غزاها.(انظر: ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق طه عبدالرؤوف سعد، 1975، دار الجيل ، بيروت، ج2، ص170ـ171) .
ويذكر عبدالكريم الخطيب أن ودان هذه قرية منورة الغربية من ينبع البحر . (انظر: تاريخ ينبع، ص185) .
كما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا حتى بلغ (بواط) من ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى . ورضــوى كما سبق ذكره جبل بينبع . (انظر : ابن هشام ، السيرة النبوية ، ج2، ص176. مع العلم أن ودان وبواط ليستا بحريتين) .
ومن الرايات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه باتجاه ساحل البحر الأحمر بهدف اعتراض قوافل قريش ، سرية عبيدة بن الحارث ، والتي عدها ابن هشام أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام ، وسار بها حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة .(ثنية المرة بالكسر وتشديد الراء، قرب ماء يدعى الإحياء من رابغ، انظر السمهودي: وفاء الوفاء، ج4، ص1167) .
ولقي بها جمعاً كبيراً من قريش إلا أنه لم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبي وقـاص رضي الله عنه رمى فيها بسهم ، فكان أول سهم رُمي به في الإسلام . (انظر : ابن هشام : السيرة النبوية، ج2، ص171) .
وتلت هذه السرية سرية حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه إلى سيف البحر من ناحية العيص من المهاجرين ، ولقي أبا جهل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة إلا أن مجدي بن عمرو الجهني حجز بينهما ، وكان موادعاً للفريقين ، فلم يقع قتالٌ . (انظر : ابن هشام ، ج2، ص174) .
غزوة العشيرة:
نزل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم العشيرة من بطن ينبع غازياً ، فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادي الآخرة ، من السنة الثانية للهجرة وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً في تلك الغزوة وقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مالك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب ، فقد حدَّث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ؛ فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقام بها ؛ رأينا أنُاساً من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل . فقال لي علي بن أبي طالب : يا أبا اليقظان ، هل لك في أن نأتي هؤلاء القوم ، فتنظر كيف يعملون ؟ قال : قلت : إن شئت ؛ قال : فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم . فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صدر من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحركنا برجله . وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، وبعد قوله : يا أبا تراب قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ؛ قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقــة ، والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه . وأخذ بلحيته.(انظر : ابن هشام : السيرة النبوية : ج2، ص176ـ177) .
إلا أن وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنـــه بأبي تراب ورد في حديث سهل بن سعد . قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت . فقال : " أين ابن عمك ؟ " قالت : كان بيني وبينه شيء ، فغاضبني ، فخرج ، فلم يَقِلْ عندي . فقـال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإنسان : " انظر أين هو " فجاء ، فقال : يا رسول الله ! هو في المسجد راقد . فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو مضطجع ، قد سقط رداؤه عن شقه ، وأصابه ترابٌ . فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسحه عنه ، ويقول : " قم أبا تراب ! قم أبا تراب " متفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب نوم الرجال في المسجد ، ( انظر محمد فؤاد عبد الباقي : اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ، ج3، ص133) .[/ALIGN]