جزاك الله خيرا "ابو عبد العزيز" بالتنويه عن هذا السلوك الجميل من أبي محمد فهو دائما يحرص أن يكون مبادرا لكل عمل يمثل قدوة للمجتمع ومنهجا ينبذ الظواهر السلبية التي ينتقدها الجميع في عادات العزاء ولكن للأسف لا يجرؤ منهم من يحاول الكف عن هذه التصرفات خوفا من كلام الناس وما ادراك بكلام الناس الذي أصبح كأنه سيف مسلط على الرقاب فعسى أن يقتدي بهذا العمل الطيب غيره كي نتخلص من هذه العادات المخالفة للسنة والمرهقة لأهل المصيبة.
وهذه المبادرة ليست الأولى للشيخ عبد الرحيم فقد سبق أن استقبل المعزين في وفاة شقيقه / الشيخ محمد سعيد الزلباني يرحمه الله الذي وافته المنية بالمدينة المنورة ، وانتهى العزاء بأذان صلاة العشاء وذهب كل الى سبيله بعيدا عن المبالغات التي نراها في كثير من التعزيات التي تقام في ينبع بإقامة الولائم واجتماع كثير من البشر بحيث ينقلب العزاء والمواساة الى ما يشبه مناسبة الزواج من غداء وعشاء ولعدة أيام ، وهذا العمل الطيب والقدوة هو ما كان يدعو له أبو محمد في خطب الجمعة بالجامع الكبير كي يجتنب الناس ما يكلف على أهل الميت أو الجيران من عناء وتكاليف زيادة على مأساتهم ومصابهم ، وأشار الشيخ آنذاك أنه لا بأس من استقبال المعزين واكرام من تعنى منهم بالسفر أو من جاء من مكان بعيد وهذا هو العمل الموافق للسنة ،، فقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن جلوس أهل الميت لاستقبال المعزين واجتماعهم لذلك.
قال:( لا أعلم بأساً فيمن نزلت به مصيبة بموت قريب، أو زوجة، ونحو ذلك أن يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب، لأن التعزية سنة، واستقبال المعزين مما يعينهم على أداء السنة؛ وإذا أكرمهم بالقهوة، أو الشاي، أو الطيب، فكل ذلك حسن)
وقد سُئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ:من أن بعض أهل الميت يجلسون ثلاثة أيام، فما حكم ذلك؟
فأجاب بقوله:(إذا جلسوا حتى يعزيهم الناس فلا حرج إن شاء الله حتى لا يتعبوا الناس لكن من دون أن يصنعوا للناس وليمة)
المفضلات