الإعجاز في خلق الجنين
مِن أعظم البحوثِ العلميةِ الطبيةِ الحديثةِ علمُ الأجنة، الذي يعدُّ آيةً من آيات الله الدالة على عظمة الله تعالى؛ حيث إن الجنين كان في نظر الطبِّ القديم كائنًا حيًّا في أدنى مستويات الحياة، ويصف حياته بحياة حبَّة الفاصولياء في أَصِيص التراب، وغير ذلك من المسميات والتشبيهات، وأن حركات الجنين ما هي إلا ردود أفعال على المؤثرات التي تصل إليه وهو في بطن أمه.
ولكن من خلال تطوُّر وسائل الملاحظة والمشاهدة، والتعمق داخل جسم الإنسان بالتصوير التليفزيوني - استطاع الطبُّ الحديث أن يصفَ أدق الأشياء والأطوار التي يمر بها الجنين، بدايةً مِن التقاء الحيوان المنوي والبُوَيضة، وحتى اكتمال نمو الجنين وخروجه إلى الحياة.
موعد مباراة تونس وانجلترا دور المجموعات كاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة مصر في كاس العالم روسيا 2018 جدول مباريات مجموعة ايسلندا في كاس العالم تشكيلة منتخب استراليا لكاس العالم 2018 مواعيد مباريات استراليا في كاس العالم 2018 موعد مباراة تونس وبنما دور المجموعات كاس العالم 2018 تشكيلة منتخب الاوروغواي لكاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة السعودية في كاس العالم روسيا 2018 موعد مباراة انجلترا وبلجيكا دور المجموعات كاس العالم 2018 مواعيد مباريات فرنسا في كاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة صربيا في كاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة اوروجواي في كاس العالم 2018 موعد مباراة انجلترا وبنما دور المجموعات كاس العالم 2018 مواعيد مباريات الجولة الثانية دور المجموعات كاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة كوستاريكا في كاس العالم 2018 مواعيد مباريات الدنمارك في كاس العالم 2018 جدول مباريات المجموعة الاولى كاس العالم 2018 موعد مباراة بلجيكا وبنما دور المجموعات كاس العالم 2018 جدول مباريات مجموعة انجلترا في كاس العالم 2018
أعظم رحلة في الكون:
هي رحلة الحيوان المنوي المثيرة، وليست رحلةَ "أبوللو" إلى القمر، أو رحلة كولمبوس إلى أمريكا، أو رحلة ابن بطوطة حول العالم؛ ففي رأيي أن أعظم رحلةٍ في الكون هي رحلة الحيوان المنوي إلى البُوَيضة.
التقاء البُوَيضة والحيوان المنوي:
يُفرِز أحدُ مبايض المرأةِ بُوَيضةً كل شهر في المدَّة ما بين اليوم العاشر والرابع عشر لنزول الدورة الشهرية، ثم تلتقط قناة فالوب هذه البُوَيضة، وتظل صالحةً للإخصاب لمدة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة، وعند حدوث الجِماع يتحرك الحيوان المنوي عبر عُنُق الرحم، حتى يصلَ إلى قناة فالوب ليُلقِّح البُوَيضة، بحيث تبدأ عملية (التلقيح) وتكوين أُولى مراحل الجنين.
وهنا تجبُ الإشارة إلى أن الحيوانات المنوية تحتفظُ بقدرتها على تخصيب البُوَيضة لمدةٍ قد تصل إلى ثلاثة أيام، ويمكن تقسيم الدورة الشهرية إلى ثلاث مراحل:
أولًا: مرحلة نضوج البُوَيضة في المجوف:
ويحدث ذلك ما بين اليوم الأول والثامن من الدورة، ويشمل ذلك فترة الحيض؛ حيث لا يحدث الحمل نسبةً لوجود البُوَيضة في المبيض.
ثانيًا: الإخصاب (فترة خروج البُوَيضة من المبيض):
وتحدُثُ هذه المرحلة في الفترة ما بين اليوم التاسع والثامن عشر؛ حيث يكتَمِلُ نمو البُوَيضة (التبويض)، ويحدث الحمل إذا تمَّت عملية الجِماع قبل وبعد التبويض بثلاثة أيام؛ لأن الحيوانات المنوية تحيا لمدة ثلاثة أيام، وتكون قادرة على الإخصاب.
ثالثًا: انتهاء التبويض:
ويحدُثُ ذلك ما بين اليوم الثامن عشر من الدورة وحتى بَدْء الدورة التي تليها، وهنا لا يحدث حمل أيضًا؛ حيث تكون البُوَيضة في جزء من المبيض وفاقدة الصلاحية للإخصاب.
مراسيم العرس:
ولكي تكتمل المراسيم وتتم عملية اللِّقاح في أحسن جوٍّ، فإن تلك القربة مِن السائل الجريبي التي تجمَّعت خلال تطور الجريبي، تنسكب مع البُوَيضة في جوف البطن أثناء عملية الإباضة، وبسبب غناء هذا السائل بهرمون الإستروجين Ostogen، فإن امتصاصَه للدم بسرعة يؤدِّي لتغير مزاج المرأة بشكل يتلاءم مع غريزة اللقاح؛ حيث يزيد مِن توتُّرها الجنسي وميلها النفسي للجماع بحكمة ربانية؛ حيث إن هذه الفترة هي أكثر أيام الشهر إخصابًا.
وحول هذه الرحلة الربانية نتعرَّف على بعض الحقائق العلمية التي أثبَتَها العلم الحديث، فندخل هذا العالم العجيب، ونتعرَّف على حقائق ومعلومات؛ لنتعرَّف على سر وجودنا في هذه الحياة، فكلنا كنا يومًا ما حيوانات منوية، وكما أشرنا قبل ذلك إلى أن الرجل يبدأ بإنتاج الحيوانات المنوية عند البلوغ فقط، بخلاف المرأة التي تولد ومبيضها يحتوي على البُوَيضات، ويستغرق إنتاج الحيوان المنوي حوالي 60 يومًا، وحوالى 10 - 14 يومًا للمرور خلال القنوات التناسلية الذَّكَرية.
كما يستغرق اختراقُ المادة المخاطية في عُنُق الرحم حوالي دقيقتين، وعند القذف تكون الدَّفقة الواحدة بها 1 - 6 ملم مكعب من السائل المنوي، ويكون بها حوالي 100 - 300 مليون حيوان منوي، على الرغم من أن واحدًا فقط هو الذي يُخصِّب البُوَيضة، والحيوانات تموت أثناء طريقها في القناة التناسلية الأنثوية.
فالبُوَيضة الفائزة تكونُ أكثرها صحةً ونشاطًا وقوةً؛ مما ينعكس على قوة وسلامة الإنسان، أما باقي السائل المنوي، فإنه يخرج خارج المهبل، وقد لوحِظ أن الحيوان المنوي يعيش داخل الأعضاء التناسلية (المهبل) حوالي 16 ساعة بعد الجِماع، وبمجرد أن يخترق الحيوان المنوي عنق الرحم وأنبوبة الرحم يبقى حوالي 3 - 4 أيام، ويمكن اختصار هذه الرحلة العظيمة المعجزة إلى:
1- أولى لحظات الإخصاب عندما يدقُّ الحيوان المنوي برأسه جدار البُوَيضة فتُفَك الشفرة وتبدأ رحلة تكوين الجنين، ورغم الأعداد المهولة من الحيوانات المنوية فلن يستطيع القيام بتلقيح البُوَيضة سوى حيوانٍ منوي واحد فقط، يكون هو الأقوى والأجدر.
2- في داخل قناة فالوب تتمُّ المقابلة المعجزة، فهناك بُوَيضة تنطلق كل شهر من أحدِ المبيضين، ويوجد داخل قناة فالوب أهدابٌ تساعد على التحريك، وهناك يقابلها العروس المنتظِر (الحيوان المنوي).
ومن الإعجاز الرباني في هذا السياق أن النطاف بعد أن تَجتاز جوف الرحم لا تدخل إلا إلى البوق الذي يَحوي البويضة، ولا تدخل في البوق الآخر، فتبارك الله الذي قدَّر فهدى، والذي علمَّ النطاف أين تسير.
3- الرجل يقذف في المرة الواحدة 40 إلى 50 مليون حيوان منوي في المتوسط، قد يزيد أو يقل، وتتفاوت السرعات، فهناك الأسرع يصلُ في حوالي نصفِ ساعة، وهناك ما يستغرق يومين أو أكثر؛ حيث متوسط عمر الحيوان المنوي من 48 ساعة إلى 72 ساعة، ومئات فقط يحيطون بالبُوَيضة مِن ضمن هذه الملايين، ويسقط ملايين الحيوانات في طريق الهجرة إلى البُوَيضة نتيجةَ الضعف والحواجز والموانع الموجودة في الجهاز التناسلي الأنثوي، وصدق ربُّ العزة إذ قال: ? أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ? [القيامة: 37]، وقوله: ? ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ? [السجدة: 8]، فـ? مِنْ ? في هاتين الآيتين تبعيضيةٌ كما يسميها النحاة، وتعني هنا أنه شيء قليل مِن شيء كثير.
وبعد لحظةِ الإخصاب تحدث تغيُّرات على سطح البُوَيضة، تجعل اختراقَها مرة ثانية بحيوان منوي آخرَ عمليةً مستحيلة؛ حيث تُكوِّن غشاءً سميكًا حولها يمنع أيَّ اختراق آخر بعد دخول أول حيوان منوي.
5- البُوَيضة المخصَّبة تبدأ في الانقسام إلى عدة خلايا متضاعِفة، تترك قناة فالوب إلى الرحم بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الإخصاب، وفي أحيانٍ نادرة تظلُّ البُوَيضة المخصَّبة والمنقسِمة في قناة فالوب لا تغادرها، وتنمو وتتشعَّب وتتعلق بالقناة، وهذا هو الحمل خارج الرحم الذي مِن الممكن أن يكون في منتهى الخطورةِ على حياة الأم.
وسبحان الله، فإن الحكمة مِن وراء الإلقاح في الثلث الأخير البعيد من البوق، ترجع إلى تطوُّر البيضة الملقَّحة، وتصبح قادرة على التعلق والانغماس في جدار الرحم بواسطة الخلايا المغذِّية، وفي نفس الوقت يكون غشاءُ الرحمِ المخاطيُّ قد تهيَّأ لاستقبال البيضة الملقَّحة، وذلك بتكاثر غُدَده وادِّخار مواد السكر والكالسيوم والبروتين في خلاياه، وهذا يتحقق خلال الفترة التي تقضيها البويضة الملقحة في مسيرها من الثلث البعيد للبوق إلى جوف الرحم، وصدق رب العزة إذ قال: ? إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ? [القمر: 49].
6- البُوَيضة المخصَّبة التي انقسَمت انقساماتٍ عديدةً ومتنوعة، تغرس نفسَها في جدار الرحم، وتظل تنقسم وهي في هذه الحالة من الانغراس.
7- بعد الانغراس في جدار الرحم تتحوَّل بعض الخلايا إلى مَشيمة، والبعض الآخر إلى جنين، وبعد ثلاثة أسابيع يبدأ المخ والنخاع الشوكي والقلب وأعضاء أخرى في التكوين، ويبدأ القلب في النبض بعد خمسةِ أسابيع، وفي الأسبوع السابع يبدأ الحبل السُّرِّي في التكون، وهكذا يتكون ويكتمل الجنين حين يُقدِّر العليم الخبير في ذاك القرار المَكين.
المفضلات