[ALIGN=JUSTIFY]الأستاذ العزيز عبد الهادي الغامدي
أزعم أنني أمتلك الكثير من المعلومات عن مرض السكر من خلال معايشتي له أكثر من ثلاثين عاما ومن خلال أسئلتي الكثيرة لكثير من الاستشاريين في الغدد الصم ومن خلال قراءاتي المتعددة في هذا المجال ، وأحب أن أوضح لك بعضا مما أعرفه ، وأرجو ممن يقرأ ما أدلي به من الأطباء أن يصحح ما قد يكون خاطئا
لكي يقوم الجسم بالعمليات الحيوية من حركة وتفكير ونشاط فإنه لا بد له من السكر الذي يتحول في الجسم إلى طاقة ، ويحصل على السكر من أغلب الأغذية المحتوية على الكربوهيدرات ولكنه يكون غنيا في بعض المواد وقليلا في بعضها ، ويمكن تقسيمه إلى أنواع هي
1ـ الجلوكوز وهو السكر العادي ( الأبيض ) ويوجد في العنب بشكل خاص وفي الشمندر وهو أسرع الأنواع وصولا إلى الدم وينصح الأطباء مرضى السكر بالابتعاد عنه نهائيا .
2ـ الفركتوز ويوجد في غالب الفواكه ، ويصل إلى الدم بصورة أبطأ وينصح الأطباء المريض بالإقلال منه .
3ـ المالتوز ويوجد في الحليب ووهو مثل الفركتوز في سرعة الامتصاص
بالإضافة لما سبق من سكر صريح فإن السكر موجود في جميع الأغذية بصورة أو بأخرى .
والخلايا عندما تأخذ حاجتها من السكر فإن الزائد عن الحاجة سيحرق آليا بواسطة الإنسولين الذي يتم إفرازه في جزر لانجرهاس في غدة البنكرياس ، وعندما يشح هذا الإفراز من الإنسولين فإن السكر الزائد سيطرح في الدم ، وحينها يفتك بالبروتين الموجود بالجسم وتظهر على الشخص أعراض السكر من شدة العطش وكثرة التبول وشحوب الوجه وكثرة الدمامل وخلافها .وتستمر المضاعفات إن لم يفطن لها من يعاني منها
أما اختلال الإنسولين فإنه ينتج من عدة أسباب
أولها عطل في الغدة يؤدي إلى عدم الإفراز أو قلته وهذا العطل يكون خلقيا فيظهر حتى في الأطفال وهو عادة يصيب المرضى قبل سن الثلاثين . ولا يكون وراثيا
وثانيها كسل البنكرياس وعدم قدرته على إفراز الإنسولين الكافي
وثالثهاا يتدخل عامل وراثي فيجعل الجسم بعد سن الأربعين لا يستفيد من الأنسولين رغم أنه متوفر في الجسم ويفرز بصورة طبيعية
وبناء عليه فإن مرض السكر ينقسم إلى قسمين رئيسين :
1ـ سكر الأطفال وفي هذا النوع لا يوجد في الجسم أي أنسولين وعندها لابد من حقن الإنسولين من الخارج بجرعة يحددها الطبيب لكل مريض على حدة تبعا لما يقوم به من نشاط ، وليس له علاج غير هذا . والإنسولين لا يمكن أن يعطى عن طريق الفم لأنه سوف يهضم في المعدة قبل أن يصل إلى الدم ولذلك لا بديل عن الحقن .
2ـ سكر الكبار ويأتي بعد الأربعين من العمر ، ويكون إما بسبب كسل البنكرياس وقلة الإفراز أو أن الجسم برفض الإنسولين وفي حالة كسل البنكرياس فإنه يكفي بعض المرضى الحمية فقط لأن الامتناع عن السكر يجعل الإنسولين الشحيح يكفي لحرق السكر القليل ، وقد يقوم الطبيب بوصف أدوية تستحث البنكرياس على العمل . أما في حالة رفض الجسم للإنسولين فهناك أدوية أخرى تساعد الإنسولين على العمل وقد تنفع بعض الأعشاب في هذه الحالة
كما أنه بالإضافة إلى النوعين السابقين هناك نوع ثالث يسمى سكر الحمل ، ولكنه نوع عارض بسبب اختلال الهرمونات أثناء الحمل ، ويعود إلى طبيعته بعد انتهاء فترة الحمل ، وهو لا يشكل مرضا رغم أنه يستوجب العلاج في هذه الفترة
كما أن مرض السكر يعتبر من الأمراض الدائمة ، إذا أننا لا يمكن أن نحكم على المريض الذي أجرى تحليلا للدم ووجد أنه في الحدود الطبيعية بأنه خال من السكر ، لأن ذلك يحدث أحيانا حتى دون علاج ، إذ لا بد من متابعة إجراء التحليلات وقياس منحنى السكر في الدم
مما سبق يتضح أن النوع الأول ليس له علاج إلا حقن الإنسولين ، وأن النوع الثاني يمكن أن يزول بالحمية فقط أو بالحمية والعلاج أو بالحمية والأعشاب
ولذلك أخلص إلى القول بأنه إذا كان هذا الطبيب محمود عبدالرؤوف مصطفى الناجي يستطيع علاج النوع الأول من السكر بالأعشاب فإن هذا يعتبر فتحا عظيما في مجال الطب وسوف يحدث انقلابا هائلا على مستوى الأصعدة الطبية في كافة أنحاء العالم ، ولا بد من أن نبادر جميعا إلى شكره وإلى التعريف به حتى نقي الناس من شر هذا المرض وبخاصة أن أكثر المصابين به هم من الأطفال الذين لا يصبرون على مكابدة الحمية .
أما النوع الثاني فإنه سهل وعلاجه ممكن . إن كان بالحمية أو الحبوب أو الأعشاب .
أشكرك أخي عبد الهادي وأتمنى أن أرى اليوم الذي ينقطع فيه دابر هذا المرض ، وليس ذلك على الله بعزيز فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله .[/ALIGN]
المفضلات