أشكر أستاذنا أبا سفيان على هذا التقديم لكتاب أستاذنا عبد الكريم الخطيب الجديد ( مسيرة نصف قرن في الإعلام ) وقد جاء في وقته فكلنا شوق لمعرفة تاريخ هذا العلم البارز كما يرويه بنفسه وإن كنا قد عرفنا نتفا من أخباره من خلال متابعتنا له في الصحف والإذاعات إلا أن آثاره لا تخفى علينا فهو أول وأكثر من ألف في تاريخ ينبع وتراث ينبع ورجال ينبع
يقول عنه المؤرخ الأستاذ عبد اللطيف السيد : ( مؤرخ نفض عن تاريخ ينبع غبار الزمن وكان له قصب السبق في جمع تاريخ ينبع
المبعثر من بطون الكتب ويعتبر رائدا لهذا الباب )

وحديثه وكتاباته عن ينبع لا تخفى على أحد فقد ألف أكثر من أربعين كتابا جلها تتحدث عن ينبع تاريخا وتراثا ورجالا وأدبا ولا يكاد يظهر في محفل حتى يرد اسم
ينبع على لسانه .
أما تجربتي معه فقد بدأت منذ أن كنت في الابتدائي عام 1380 هـ حيث وقع في يدي كتابه( أدب من رضوى ) وأثار فضولي واستغرابي وإعجابي أنه يتحدث عن ينبع في معظم موضوعاته وكان أشد ما أعجبني في الكتاب قصيدة تتحدث عن ينبع وتباهي بحبها وتذكر حاراتها لشاعر مصري استوطنها وشغف بها ذلكم هو الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي .. فاشتد تعلقي بالكتاب وبالكاتب وتنامى إعجابي بالقصيدة حتى أنني حفظتها عن ظهر قلب ولكنني لم أعثر له عن غيرها لا قبلها ولا بعدها حتى بعد أن توفرت مصادر البحث وتعددت سبل استدعاء المعلومة .. وهي القصيدة التي يقول فيها

ما النيـل عندي سوى نيل الترشف من
ماء " العصـيلي " إذا ما صب في القرب
شوقي إلى "القاد " في الأحشاء يوقد من
نار اشـتياقي إلى " منجارة " العرب
ومهجتي في رصيف " البنط " ما برحت
رهـينة لم تحـل عنـه ولم تغب
وصورة " الصور " في الأحشاء صورها
قلبي و " حلة عبس " غاية الطلب
وفي " الخريق " فـؤادي ضاع وآسفي
على الخريق بذاك الحي في لهـب
قد شاب رأسي ولو إني نظرت إلى
" باب الشبيبي " لكان الرأس لم يشب
أهوى الوقوف لدى " باب الحديد
"لكي أرى مصابيح "سوق الليل" كالشهب
في " رقعة السـمن " لي قصد ولي غرض
وعند "سـوق الفواتي " منتهى أربي
يا فوز من كان موجودا هناك إذا
قام الحـراج وصار البيع في الرطب

هذه الحادثة هي التي نمت عندي ملكة القراءة وحب الكتب فأصبحت أبحث عن كتاباته وأتابع برامجه لا سيما برنامج الأرض الطيبة .. ثم استطعت في مرحلة لاحقة أن أقتني كل كتبه المتوفرة في الأسواق

وعلى ذكر سيرة الشاعر حسن القفطي وما كتبه عن ينبع من أشعار فالفضل يرجع في انتشاره وانتشار قصيدته إلى الأستاذ عبد الكريم الخطيب ولولاه لما عرف أحد هذا الشاعر ولا هذه القصيدة ..ثم أنه واصل البحث عن الشاعر وعن قصائده وزار مسقط رأسه في القصير بمصر وقابل أحفاده واستطاع أن يظفر بديوان للشاعر مفقود فيه كثير من القصائد التي تتحدث عن ينبع وكتب عنه بحثا سماه ( شاعر من ينبع ) سبق لي أن أعددت دراسة انطباعية عنه وأهديت له نسخة منها فهو صاحب الفضل فيها

أما وقد صدر هذا الكتاب عن سيرته فإننا بإذن الله سنقتنيه وسنستفيد بما جاء فيه ففي حياته كثير من العبر والفوائد

وإن كان لي من كلمة في الختام فهي أمنيتي يأن يتم تكريم هذا الأديب الذي جعل لينبع اسما أدبيا وتاريخا مميزا بتسمية أحد الشوارع باسمه فهو حري بالتقدير ومستحق للتخليد