الحقيقة أنه في كثير من الدول التي سبقتنا في التجربة الانتخابية تجد إحجاما من بعض المواطنين عن المشاركة في التصويت رغم اقتناعهم بأهميته وفائدته .. يمنعهم من ذلك عدم اقتناعهم بالبرنامج الانتخابي وليس عدم إمكانية تحقيقه على يد المرشح .
بينما نحن لدينا قناعة ببعض المرشحين أركز على ( بعض ) وأنهم قادمون بإخلاص لتقديم ما ينفع بلدهم ويفيد مواطنيهم ولكن صلاحيات المجلس البلدي لا تمكنهم من تحقيق ما يريدون .
أمر آخر هو أن ثقافة الانتخابات لدينا مفقودة فما زال الكثير منا يرى أن الانتخاب يعني اختيار ابن القبيلة أو القريب أو الصديق بغض النظر عن كفاءته أو برنامجه الانتخابي وما سوف يقدم من خلاله ولذلك هو لا يستطيع أن يختار البعيد الصالح أمام أنظار الكثير من القريبين المنتظرين منه موقف نخوة وشهامة تؤكد انتماءه الأصيل للقبيلة أو الصداقة أو القرابة .. وهذه المعضلة لن تزول إلا بعد مرور وقت .. يضاف إليها أن الترشيح وإن كان ظاهره سريا كما يقولون إلا أن الواقع يكذب ذلك فهناك تسريبات لأسماء المرشحين .
الحل عندي أن تحجب جميع الامتيازات والمكافآت التي يحصل عليها مرشح المجلس البلدي وتصبح العملية تطوعية مجانية وعندها لن يتقدم لها إلا من كان عنده رغبة أكيدة في خدمة الوطن والمواطن ولديه أفكار ومقترحات يريد أن يحققها وهنا فقط يمكن للناخب أن يلتفت إلى حقيقة المرشح وبرنامجه الانتخابي .