صدقت يا أبا ثامر فيما قلته عن الأستاذ المربي الفاضل / سعد محمد فرغل فنحن عايشناه منذ أن كان مربيا ومعلما في المدرسة ؛؛ فهو الرجل الخلوق النزيه العطوف الحليم لا تجد في سيرته الا الخير ، وهو الذي يفضل الصمت في بعض المواقف لأنه قليل الكلام الا ما نفع ، وهو الخبير في علم الإدارة تجلت هذه الصفة فيه عندما انتقل للعمل في امارة ينبع وكان الرجل الذي يعتمد عليه الأمير في كثير من المواقف ، وكان الموظفون عندما يحتاجون لمعرفة أمر ما صدر منذ سنوات لا يفيدهم فيه الا الأستاذ / سعد فرغل بل ويزودهم برقم وتاريخ الأمر ومتى صدر فهو ملم بالأنظمة التي تخص العمل وحريص على فهمها ولديه ذاكرة جيدة في الحفظ ، أما عن النزاهة فحدث ولا حرج فكان من اقطاب عدة لجان لتمثيل الامارة ومنها لجنة " منح الأراضي " فكان لا يقف في وجه المحتاجين ولا يعرقل معاملاتهم ، ولو بحثت عما يمتلكه من هذه الأراضي التي كانت تحت يده فلن تجد ما يميزه عن غيره وهذه من القناعة والعفة بينما تجد أشخاصا في مثل هذه المناصب يمتلكون عشرات القطع من الأراضي الممنوحة ،، نقول هذا لمعرفتنا به وبعزوفه عن الدنيا وبهرجتها وبخاصة عندما اتجه للأمامة والخطابة في مساجد ينبع ،،
ونحن اليوم نترحم عليه ليقيننا بأن الحياة التي نحياها هذه ـ طالت أو قصرت ـ ليست هي الغاية ولا إليها المنتهى، وما هي إلا محطة انتقال إلى حياة أخرى ودار أخرى؛ حياة البقاء، ودار الخلود. وفي بعض الآثار: "إنكم خلقتم للأبد، وإنما تنقلون من دار إلى دار" وكما قال الشاعر:


وما الموت إلا رحلة غير أنها + من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي


فالمعول عليه إذن إنما هي الدار الأخرى: (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون).
وعلينا أن نأخذ العبرة ؛ فالإنسان في هذه الدار الفانية إنما يستصلح لتلك الدار الباقية، يستخلفه الله هنا ليعد ويصقل للخلود هناك فيا سعد من عرف قيمة وجوده ونهايته ،، فاللهم اغفر لضيفك / سعد محمد فرغل واجعل ضيافته جنات الفردوس الأعلى واغفر لجميع موتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين .