رصد مذنب "لفجوي" بسماء ينبع
قال: نواجه دوابّ مؤذية.. وقدومه من مسافات سحيقة يجذب الهواة
"السفياني": بعد 8 آلاف عام.. رصدنا مذنب "لفجوي" بسماء ينبع
فهد العتيبي- سبق- الطائف: أكدَ الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الدكتور شرف السفياني، أن الله وفّقهم، أول أمس السبت، لتصوير مذنب "لفجوي" من سماء مدينة ينبع بصور واضحة بواسطة تلسكوب 8 بوصة متصل بكاميرا كانون D600 وفترة تعريض 10 ثوانٍ، مشيراً إلى أن مذنب "لفجوي" إذا أدبر فلن يعود إلا بعد مرور 8 آلاف سنة إذا قدر الله له البقاء إلى ذلك الوقت؛ حيث يأتي كل 8 آلاف عام مرة.
وأضاف: "الهواة في جميع أنحاء العالم لهم بصمتهم في اكتشاف العديد من الأجرام الفلكية المختلفة، فمكتشف المذنب "لفجوي" هاوي الفلك الأسترالي Terry Lovejoy اكتشف قبله أربعة مذنبات، وقال: "مذنب لفجوي يعد من أبرز الأجرام الفلكية لدى هواة الفلك هذه الأيام، ويحظى باهتمامهم؛ لدخوله نظامنا الشمسي وقربه من الأرض؛ حيث أصبح في مرمى أجهزة الرصد والتصوير، لذا نجد أن الهواة يسعون ليحظوا ببعض الصور لهذا الزائر القادم من مسافات سحيقة".
وذكر "السفياني" أن التصوير الفلكي يعدُّ من أمتع الهوايات لدى الكثير من هواة الفلك، وقال: "رغم ما فيه من عناء وتعب يتمثل في الخروج إلى أماكن مظلمة بعيداً عن أضواء المدن واختيار أوقات صعبة للرصد مثل منتصف الليل ووقت السحر، وما قد يواجهه الراصد من دوابّ الأرض المؤذية، وحمل الأدوات الفلكية، وبعضها ليست بالخفيفة وإنزالها ونصبها وتركيبها، والبدء في ضبطها بالشكل المطلوب، ومن ثم البحث عن الهدف المراد رصده وتصويره، إلا أنها متعة.
وبيّن: "قد يستغرق ذلك عدة ساعات من الجهد، وأحياناً تحدث أمور قد تسبب الإحباط، مثل تغير حالة الطقس من ظهور السحب أو الرطوبة الشديدة التي يصعب من خلالها متابعة الرصد والتصوير، أو هبوب رياح شديدة محملة بالأتربة والغبار، وأحياناً كثيرة لا تجد الرفيق، فتضطر للخروج بمفردك... ومع ذلك يشعر الهواة بالمتعة فينسون هذه الأعباء؛ لحبهم هذا المجال، ويشعرون بالسعادة عند حصولهم على صور مميزة من خلال الرصد.
وأشار إلى أن الأحداث الفلكية لا تنقطع على مدى الأيام والليالي، ومن ذلك الاقتران الفلكي الذي يوشك أن يكوّن احتجاباً بين كوكبي الزهرة والمريخ يوم الأحد 22 فبراير 2015 م؛ حيث لن يفصل بينهما سوى نصف درجة من بعد غروب الشمس إلى ما قبل العشاء، وسوف يكون ملاحظاً بالعين المجردة بالنظر جهة الغرب، مؤكداً أنه تقرر -بإذن الله- إقامة أمسية للطلاب والمهتمين بهذه المناسبة تنظمها ثانوية ابن النفيس بالهيئة الملكية بينبع، بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، في مقر الثانوية بينبع الصناعية؛ حيث يتعرّف الحضور على شرح عن هذه الظاهرة وإثرائهم بمعلومات عن كوكبي الزهرة والمريخ، وربط هذه الأحداث بعظمة الخالق الذي أجرى هذه الأجرام في أفلاكها بنظام وبحساب دقيق.
وأوضح أنه للتواصل من أجل الحضور والمشاركة بالأمسية يرجى متابعة حسابه الشخصي بـ"تويتر": "@sharafalsfiani".
السكوت في بعض المواضع حكمة
المفضلات