أشكرك أخي أدهم فما ذكرته كان على طرف لساني .. وما يقوم بها محافظ ينبع منذ أن وطأت قدماه هذه المحافظة من التواصل مع الأهالي وزيارة المستشفيات والمشاركة في المناسبات وبابه المفتوح في المحافظة على مصراعية لكل من أراد الدخول يدل على أن الرجل يتخلق بأخلاق الإسلام ويتسم بالتواضع الحميد
هذا التواصل لا شك أنه سينعكس على بيئة العمل المحيطة به من موظفي المحافظة أولا ثم على مديري ورؤساء الدوائر الحكومية .
ولقد تابعت الزيارات التفقدية التي قام بها في رمضان هذا العام فوجدته قد بدأها بكبار السن فالمرضى فالمتقاعدين ممن خدموا الدولة فرؤساء وشيوخ القبايل فالبسطاء من الناس دون انتقاء أو ترتيب .. وعجبت من قدرة الرجل على توزيع وقته المزدحم بأعباء أعمال المحافظة وعقد الاجتماعات واستقبال الوفود الرسمية وحضور المناسبات والاحتفالات .. ثم لا يكاد يستريح في منزله قليلا حتى يبدأ بهذه الزيارات المباركة للمواطنين في منازلهم .. بمعدل تسع أو عشر زيارات في اليوم الواحد .
يا الله .. كم نحن مقصرون في حق أقربائنا وأصدقائنا ومعارفنا فلا نزورهم مرة واحدة في الشهر ولا نسأل عنهم رغم عدم وجود ما يشغلنا عن هذا الخلق الإسلامي النبيل إلا التكاسل والانشغال بتوافه الحياة !
ألم يأن لنا أن نتخذ من تصرف سعادة المحافظ قدوة لنا في التواصل مع أحبابنا وأصحابنا لتسود بيننا أواصر المحبة والسلام والتسامح والرأفة والرحمة .
ولقد عجبت لمن كتب ذات مرة متسائلا .. وما الغريب في أن يزور المحافظ المواطنين ؟ إن هذا من واجبه !
سبحان الله ! من قال أن هذا من واجبه ؟! هل سبق أن قام مسؤول قبله بهذه الزيارات ؟ هل سمعنا بأن مدير إدارة قبله ( ليس مسؤولا ) قد خصص برنامجا يوميا لزيارات المواطنين ؟ هل كنا نستطيع قبل هذا الرجل أن نقابل المسؤول متى نشاء وفي أي وقت نشاء دون الدخول بسلسلة معقدة من التنسيق والترتيب .
الرجل يجب أن يشكر بفعله ويجب أن نتخذه قدوة في القيام بمثل ما يقوم به
في رمضان الماضي قام بجولة مماثلة على أصحاب البسطات الرمضانية من الشباب المكافح فشكرهم وجبر خواطرهم وأشعرهم بقيمة ما يقدمونه للمجتمع وكانت خطوة تنم على أن الرجل شعبي يحب الناس ويألفهم ويحب أن يكون قريبا منهم ويسعى إلى إشاعة الألفة بينهم
فألف شكر له على هذه المبادرات الإنسانية الإسلامية .ومزيدا منها . ولكن أخشى ما أخشاه أن نصعب نحن الأمور على أنفسنا ونثنيه عن الاستمرار في برنامجه المبارك بسبب المبالغة في استقباله وإظهار الاحتفاء به والاستعداد لزيارته والتنافس في تقديم الهدايا له وهو يستحق ذلك وأكثر ولكني أجزم أنه يزهد في كل هذه البروتوكلات ويريد أن تأتي زياراته على طبيعتها وليس أدل على ذلك من اختياره فترة العصر في رمضان حبث لا أكل ولا شرب ولا قهوة ولا شاي
فلنعنه على هذه الزيارات ولنفرح بها ولنمحضه النصح ولنخلص له الرأي والمشورة ولنكون له عونا وسندا .هذا هو ما يريده وهذا هو ما ينعكس على البلد أمنا واستقرارا ورخاء وتقدما وازدهارا .
والله الموفق
المفضلات