رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( دايم السعد ... أغرقت قلوبنا حزنا ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فجعت فجر يوم الأثنين الماضي حينما انهالت الرسائل على جوالي وكان فحواها بأن أبن العم والصديق والأخ والمعلم/ خالد بن سعد المحلاوي قد فاضت روحة لباريها بعد معاناته مع المرض وسيوارى جثمانه الطيب بإذن المولى بعد الصلاة عليه في الجامع الكبير بعد صلاة الظهر.
صدمة قوية لا يمكن ان انساها فكيف لي نسيانها وبكل لحظة أتذكر ضحكته ، بسمته ، كلمته الطيبة التي لم أسمع غير كلمات طوتها أحسنه والبقة وأرزنه من رجل قل مثله من الرجال في هذا الزمان لا يعرف القيل والقال و من كرمه وسخاء يده في امور لا يرضاها الله أن أبوحها فكيف هوا.
لا يعرف الإنسان منا قيمة فقدان الحبيب وقربه من القلب إلا بعد ما يصحوا على خبر الرحيل أي أنه لا أمل أن تسمع صوته وتتكلم مع هذا الحبيب وأنه حتماً أنتقل من دار إلى دار أخرى تاركاً الدنيا بأكملها لك إلى أن يختارنا الله في جناته سويا فكيف لي أن أنساه و بصماته تسكن عقلي وفؤادي .
لم أكن الوحيد لمن بكيت ولا بكائي فيها النسبة البسيطة من ألم والديه وإخوانه وأبنائه ولكن قلبي يتمزق حزناً وألماً وأنا أحمل ذلك الرجل وبيدي ألقي عليه التراب.
رحمك الله يا دايم السعد كنت أسعد الناس إلى قلبي ومواقفك الجميلة لا أنساها قصر العمر بي أو طول.
لا كلام أقل ولا أقول لكل من بكي عليه ولكل من أحبه وأحب القرب منه وتعلم منه الابتسامة والمحبة وصلة الرحم ولكل من دمعت عينيه كدموع الآلاف ممن عرفوه لستم الوحيدين الذين تلتمسون فراقه في الأيام القادمة فأشياء كثيره كفراق أعماله الجليله وسيرته العطرة التي وضع بصمته عليه وفي قلوبنا قبل أن يضعها في أي مكان و لا أرجو إلا لصبر منكم لأن المولى يقول في كتابه الكريم { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ( (155الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (157) سورة البقرة.
وفي أيه أخرى يقول المولى { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }.
فما عساني فيك أن اكتب فوالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا أوفيك ولو كتبت ملايين الصفحات ولو بلغت كثر المجلدات فلا أجد في حقك عبير الكلمات فأنت الباقي في ذهني ولمن جسمه مات.
وأخيراً وليس اخراً:
عن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : صلَّى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَلى جَنَازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ : { اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار }.
حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ . رواه مسلم .
(( ومضة قلب ))
أشكر كل من تقدم بمواساتنا وتعزيتنا في فقيدنا إذ كان حضورياً أو هاتفياً ومشاطرتنا الحزن والألم في رحيله عنا سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن تكون الجنان مسكنه ويصبرنا على فراقة أنه مجيب سميع الدعاء..
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).
المفضلات