والله وصرنا مضرب مثل
بالتسيب يعملون
محمد أحمد مشاط
الأحد 16/03/2014
قرأت يوم الخميس الماضي في هذه الصحيفة، بأن أحدهم (٦٠ عاماً) احتلّ إحدى الغرف بمستشفى حكومي بإحدى مدن ساحلنا الغربي، ويرفض الخروج ويقول "إنه يسكن في بيت الدولة". والرجل بصحة جيدة، ولا يعاني من أي مرض. ويخرج كل يوم للمشي والتنزه خارج المستشفى، ثم يعود للأكل والنوم والسكن. وهو في هذه المنشأة العامة منذ ستة أشهر. ويقولون: إنهم لا يستطيعون إخراجه! وهذه بحق من العجائب المضحكة، والتسيّب الإداري الواضح.
وهناك في مستشفى آخر بالمنطقة نفسها، رجل (١١٨ عاماً) وامرأة (٨٤ عاماً) يعانيان من الأمراض. ولا يزورهما أو يسأل عنهما أحد. وهما يقيمان في المستشفى ويتعالجان منذ عدة سنوات. وهنا أيضاً نرى التسيب الإداري الواضح لعدم الاهتمام الكافي بحالتيهما. فكان من الأولى بمسؤولي المستشفى، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية لهما، إبلاغ الجهات المختصة، قبل سنوات، لتوفير الرعاية الاجتماعية لهما.
لا شك أننا نعيش في زمان قاسٍ ناتجٍ عن التحولات الاجتماعية الكبيرة المصاحبة للطفرة، ما سبّب كثيراً من المعاناة لفئات كثيرة من الناس، وخصوصاً كبار السن منهم. فبعض هؤلاء لا عائل له، ولا وظيفة أو حرفة يقتات منها. وربما تسلطت عليهم الأمراض والأسقام والفقر. كما أن طائفة منهم تعاني من جحود الأبناء وعقوقهم. ومع قلة حيلتهم وجهلهم بالجمعيات والجهات الحكومية والخاصة التي تقدم العون والمساعدة؛ ترى هؤلاء المسنين يهيمون في الحياة على وجوههم، فلا يجدون المرشد والدليل.
التسيّب الإداري أحد منتجات عدم الانضباط، والإهمال في واجبات المسؤولية. وفي كلا المثالين تأخر المسؤولون في حل تلك المشكلات شهوراً وسنوات. ولم يحافظوا على الأداء الأمثل لمنشآتهم. ولم يوجهوا الناس ليجدوا المساعدة والرعاية الإنسانية الكريمة.
السكوت في بعض المواضع حكمة
المفضلات