الكاتب الأصلي أروى
نقل الأخ رضا بيت الأمام البوصيرى

وإن من جودك الدنيا وضرتها
وان من علمك علم اللوح والقلم

ونقل الأستاذ الجهنى نفس البيت :

فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علمك علم اللوح والقلم

والبيتان مكسوران .. القصيدة عندى ولكنها ليست فى المتناول حاليا , ولكن كسر البيت كما اورده الفاضلان جعلنى ارتجل قائلة :

وان من جودك الدنيا وضرتها
وان علمك علم اللوح والقلم

وطبعا يختلف المعنى كثيرا ..

ما علينا ..
إنتهى كلام الأديبة الفاضلة والناقدة القديرة ((أروى))

وأقول
بنقلي للبيتين كما وجدتهما وتعليق العلماء عليهما، وخاصة عجز البيت الأخير((وان من علمك علم اللوح والقلم)) فاالشاعر يجعل كل ما حوى اللوح المحفوظ من الأخبار الماضية والقادمة ، هي جزء من علم النبي ، لأن ((من)) هنا تبعيضية، وكما قال أهل العلم عن حديث خلق القلم، أن الله أمره عندما خلقه بكتابة ، ماهو كائن وما سيكون إلى قيام الساعة، وكما قال في الحديث رفعت الأقلام وجفت الصحف، فلم يرد في الكتاب والسنة نص ثابت بأن النبي صلى الله عليه وسلم حوي ما في اللوح المحفوظ من علم، ولم يرد أن هناك علم خارج عن اللوح المحفوظ، ويعلمه النبي0

هذا من ناحية معنى مانقلت أنا والأستاذ صالح0

أما البيت الذي إرتجلت الشاعرة القديرة
(( وان علمك علم اللوح والقلم))

فمفادة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، علمه هو مافي اللوح المحفوظ، وكما ذكرنا لادليل عليه، بل إعترض عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما كانت جارية من الأنصار تغني وتمدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن قولها ((وفينا رسول الله يعلم مافي غدٍ)) فمنعها من ذلك0

وكما هو واضح أن علم مافي غدٍ ، من علم اللوح المحفوظ، وقد نهى الجارية أن تمدحه به0

وخلاصة القول أن النزاع بين أهل العلم ،في الإستدلال من الآيات والأحاديث، في مثل هذه الأمور ، هو نتيجة لإختلاف منهجهم في الأخذ بالدلالات اللفظية لألفاظ تلك الأدلة((مطابقة - تضمن- إلتزام)) من تلك الأدلة!!!!

والأسلم هو منهج السلف (( تفسير الدليل سواءً آية أو حديث صحيح، بمثله أي إما آية تفسر آية أو حديث يفسره حديث آخر0 أو تفسير صحابي للآية أو الحديث ، أو تابعي أو تابع تابعي )) ثم نتوقف ، والسبب أن القرون الثلاثة (صحابة -تابعون- تابع تابعين) قد زكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم0 بحديث((خير القرون القرن الذي بعثت فيه(أي الصحابة) ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))

وكل من جاء بعدهم لابد أن يدعم إجتهاده وإستدلاله، بما سلف وإلا لاعبرة بقوله، ولو يسمح المجال لضربت أمثله لكل ذلك0

ولكن أكتفي بما قلت 0والمقصد تعميم الفائدة ، لأن النقاشات الهادئة الهدفة تلقح الأفهام0، وتنمي المعرفة0

وسلامي للجميع