مع الاحترام لكل رأي فإن الأحكام تجري على البشر في كل زمان ومكان والأصل هو الإباحة في أمور الناس وعاداتهم ، أما التزمت والتشدد ومحاولة الفصل بين الرجال والنساء بوسائل لم تكن موجودة حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة من بعده ،، وهذا ما نشاهده كمثال في مساجدنا من تشدد واضح يتزعمه فئة من الناس ،، فكانت النساء في العهود الأولى يصلين في المساجد ويلتزمن الصفوف الخلفية أما في عهدنا فقد رأينا العجب العجاب ؛ إذ يؤسسون الدور الثاني في المسجد للنساء وليتهم يكتفون بذلك بل يضعون ساترا من الخشب لا تكاد ترى من خلفه وكأن الذين يحضرون للصلاة من الرجال هم من معدومي الذمة والأخلاق وينتظرون الفرصة للهجوم على النساء أو أنهم يتلصصون عليهم بالنظرات المستهجنة ،، فمن أين أتوا بهذه المستجدات التي لا أصل لها في الدين ولا في ما جرت به العادة منذ العهود الأولى وعهود الصحابة رضوان الله عليهم . فإذا كان هذا في بيوت الله ، فما بالنا بتصرفاتهم في الاحتفالات والمناسبات العامة . من الطبيعي أن تكون أكثر حدة وتزمتا إذا ما وجدوا من يستمع لهم ويطأطئ لآرائهم والانصياع لعقلياتهم ونظرتهم القاصرة .