[ALIGN=CENTER]السائر
من شعر المتنبى
-----------------------------------
هذه المشاركة مهداة الى المنتدى
من الشاعرة / رويدا المصري
----------------------------------[/ALIGN]
[poet font="Simplified Arabic,4,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الهمزة
وهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ = أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟
وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ = أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ
صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى = كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ
* *
مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ = وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ
* *
لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ = حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه
* *
الباء
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي = والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا
* *
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا = مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا
* *
فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ = لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا
* *
كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا = يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ
* *
وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا = وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ
* *
فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ = ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ
* *
إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا = بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ
* *
وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها = ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ
* *
ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ = عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا
* *
ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ = يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا
ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى = أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا
* *
أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ = حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا
فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا = وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ = إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا
* *
وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ = وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ
وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ = وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ
* *
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا = فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
* *
وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ = إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ
* *
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة = وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
* *
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ= مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ = قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ
* *
وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ = وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ
* *
لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ = فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ
* *
وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ = وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ
* *
وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا = لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ
* *
وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ = نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ
* *
أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ = وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ
* *
وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً =ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ
* *
إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن = وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ
* *
ومَـــن جَـــهِلَت نَفســهُ قَــدرَهُ = رَأًى غَــيرُهُ مِنــهُ مــا لا يَــرَى
* *
نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا = نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
* *
لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى = حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
* *
يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه = مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
* *
وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ = كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ = فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ
* *
التاء
فــي النــاس أَمثِلَـةٌ تَـدُورُ حَياتُهـا = كَمَماتِهـــا ومَماتُهـــا كَحَياتِهـــا
* *
الدال
عِشْ عَزيــزاً أَو مُـت وَأَنـتَ كَـريم = بيــن طَعــنِ القَنـا وخـفْقِ البنـود
* *
فَــاطْلُبِ العِـزَّ فـي لظَـى وَدَعِ الـذُّ = لَّ وَلَــو كــانَ فـي جِنـانِ الخـلُودِ
يقتــل العـاجِزُ الجبَـانُ وقَـد= يعــجــزُ عَــن قَطْـعِ بُخْـنُقِ المولـودِ
* *
لا بِقَـومي شَـرفْتُ بـل شَـرفوا بـي = وبنفْســـي فَخَــرت لا بِجُــدودي
* *
وَمــا مــاضي الشــبابِ بمسـتَردٍّ = وَلا يَــــوم يمُـــر بمســـتعادِ
* *
متـى مـا ازددتُ مـن بَعـدِ التنـاهي = فقــد وَقَـعَ انتِقـاصي فـي ازْدِيـادي
* *
فــإن الجُــرحَ يَنفِــر بعـد حـينٍ = إذا كــانَ البِنــاءُ عــلى فســاد
* *
وَمِـن نَكَـدِ الدنيـا عـلى الحُرِّ أَن يَرَى = عَــدُوًّا لــهُ مـا مـن صَداقَتِـه بُـدُّ
* *
إِذا غَــدَرَتْ حَسْـناء وفَّـتْ بِعَهْدِهـا = فَمِـنْ عَهْدِهـا أَنْ لا يَـدُومَ لَهـا عَهْـدُ
وإنْ عَشِــقَتْ كــانَتْ أَشَـدَّ صَبابَـةً = وإِنْ فَـرِكَتْ فـاذْهبْ فمـا فِرْكُهـا قَصْدُ
وإِنْ حَـقَدَتْ لـم يبْـقَ فـي قَلْبِها رِضًى = وإِنْ رَضِيَـتْ لـم يبْـق فـي قلبِها حِقدُ
كَــذلِكَ أَخْــلاقُ النِّســاءِ ورُبَّمــا = يَضِـلُّ بهـا الهـادِي ويخْـفَى بِها الرُّشدُ
* *
وحـيدٌ مِـنَ الخُـلانِ فـي كُـلِّ بَلـدةٍ = إِذا عَظُــمَ المَطلــوبُ قَـلَّ المُسـاعِدُ
* *
ولكــنْ إِذا لــم يَحـمِلِ القَلـبُ كَفَّـهُ = عـلى حالـةٍ لـم يَحِـملِ الكَـفَّ ساعِدُ
* *
بِـذا قَضَـتِ الأَيَّـامُ مـا بيـنَ أَهلِهـا = مَصــائِبُ قَــومٍ عِنْـدَ قَـومٍ فَوائِـدُ
* *
وكُـلٌّ يَـرَى طُـرْقَ الشَـجاعةِ والنَدَى = ولكِـــنَّ طَبْــعَ النَفسِ للنَفسِ قــائِدُ
* *
فــإِنَّ قَلِيـلَ الحُـبِّ بِـالعَقلِ صـالِحٌ = وإِنَّ كَثِــيرَ الحُــبِّ بـالجَهْلِ فاسِـدُ
* *
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا = وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى
* *
ومَـن يَجـعَلِ الضِرغـامَ للصَيـدِ بازَة = تَصَيَّــدَهُ الضِرغــامُ فيمــا تَصَيَّـدا
* *
ومــا قَتـلَ الأَحـرارَ كـالعَفوِ عَنهُـمُ = ومَـن لَـكَ بِـالحُرِّ الَّـذي يَحـفَظُ اليَدا
إذا أنــت أَكــرَمتَ الكَـريمَ مَلَكتَـهُ = وإِن أَنــتَ أكــرَمتَ اللَّئِـيمَ تمَـرَّدا
ووضْـعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى = مُضِـرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى
* *
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ = وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ
* *
أبَــى خُــلُقُ الدُنيـا حَبِيبـاً تُدِيمُـهُ = فَمــا طَلَبــي منهــا حَبِيبـاً تَـرُدُّهُ
وأًســرَعُ مَفعُــولٍ فعَلــتَ تَغَـيُّراً = تكَــلُّفُ شـيءٍ فـي طِبـاعِكَ ضِـدُّهُ
* *
وأتعَــبُ خَـلقِ اللِّـه مَـن زادَ هَمُّـهُ = وقَصَّــرَ عَمَّـا تَشـتَهِي النَفسُ وَجـدُهُ
فـلا يَنَحـلِلْ فـي المَجـدِ مـالُكَ كُلُّـهُ = فيَنْحَــل مَجــدٌ كـانَ بِالمَـالِ عَقـدُهُ
ودَبِّــرهُ تَدبِــيرَ الَّـذي المَجـدُ كَفُّـهُ = إذا حــارَبَ الأعـداءَ والمَـالُ زَنـدُهُ
فَـلا مَجـدَ فـي الدُنيـا لِمَـنْ قَـلُّ مالُهُ = وَلا مـالَ فـي الدُنيـا لِمَـن قَـلَّ مَجدُهُ
* *
ومــا الصــارِمُ الهِنـدِيُّ إلا كَغـيرِهِ = إذا لــم يُفارِقْــهُ النِجــادُ وغِمــدُهُ
* *
وإِذا الحِـــلمُ لــم يَكُــنْ طِبــاعٍ = لــم يَكُــنْ عــن تَقَــادُمِ المِيـلادِ
* *
نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا = فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ
* *
الراء
وكَــاتِمُ الحُـبِّ يَـوْمَ البَيْـنِ مُنهَتِـك = وصــاحِبُ الـدمعِ لا تَخْـفَى سـرائِرهُ
* *
إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ = أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ
* *
وَقَنِعـــتُ باللُّقيـــا وأَوَّلِ نظــرَةٍ = إن القَليــلَ مِــنَ الحَــبيبِ كَثـيرُ
* *
ذَرِ النَّفْسَ تَــأخُذْ وُسْـعَها قَبْـلَ بيْنِهـا = فمُفْــتَرِقٌ جــارانِ دارُهُمـا العُمْـرُ
وَلا تحْسَــبنَّ المَجْــدَ زِقًّــا وقيْنَـةً = فَمـا المَجْـدُ إلا السَّـيْفُ والفَتْكـة البِكْرُ
* *
إِذا الفَضْـلُ لـم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ = عـلى هِبَـةٍ فـالفَضْلُ فيمَـنْ لهُ الشُّكرُ
ومَـنْ يُنْفِـق السَّـاعاتِ فـي جَمْعِ مالِهِ = مَخافَــةَ فَقْــر فـالَّذي فَعَـلَ الفَقْـرُ
* *
وإِنِّـي رأَيـتُ الضُّـرَّ أحسَـنَ مَنْظَـرًا = وأَهْـوَنَ مِـن مَـرْأَى صَغـيرٍ بِـهِ كِبْرُ
* *
وَمــا فـي سَـطوةِ الأَربَـابِ عَيْـبٌ = ولا فـــي ذِلَّــةِ العُبْــدانِ عــارُ
[/poet]
[ALIGN=CENTER]( يتبع )[/ALIGN]
المفضلات